للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى الدنيا فيقتل عشر مرات (١)، لما يرى من الكرامة" (٢).

وفي لفظ: "لِمَا يرى من فضل الشهادة" (٣). أخرجاه.

الثامن بعد العشرين: حديث عبد اللَّه بن عمرو مرفوعًا: "يغفر للشهيد كل شيء إلَّا الدين" أخرجه مسلم (٤).

وفي رواية له: "القتل في سبيل اللَّه يُكفر كل شيء إلَّا الدين" (٥).

التاسع بعد العشرين: حديث أبي قتادة أن رسول اللَّه قام فيهم فذكر أن الجهاد في سبيل اللَّه والإيمان باللَّه أفضل الأعمال فقام رجل فقال: يا رسول اللَّه أرأيت إن قُتلت في سبيل اللَّه تُكفر عني خطاياي؟

فقال له رسول اللَّه : "نعم إن قتلت في سبيل اللَّه وأنت صابر محتسب، مقبل غير مدبر" (٦).

ثم قال رسول اللَّه : "كيف قلت"؟


(١) قال ابن الانباري: إن اللَّه تعالى وملائكته عليهم الصلاة والسلام يشهدون له بالجنة، وقيل لأنه شهد عند خروج روحه ما أعده اللَّه تعالى له من الثواب والكرامة، وقيل لأن ملائكة الرحمة يشهدون فيأخذون روحه، وقيل لأنه شهد له بالإيمان وخاتمه الخير بظاهر حاله، وقيل لأن عليه شاهد بكونه شهيدًا وهو الدم، وقيل لأنه ممن يشهد على الأمم يوم القيامة بإبلاغ الرسالة إليهم، وعلى هذا القول يشاركهم غيرهم في هذا الوصف. [النووي في شرح مسلم (١٣/ ٢٣) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٨١٧) كتاب الجهاد، ٢١ - باب تمنى المجاهد أن يرجع إلى الدنيا. ومسلم في صحيحه [١٠٩ - (١٨٧٧)،] كتاب الإمارة، ٢٩ - باب فضل الشهادة في سبيل اللَّه تعالى.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [١٠٨ - (١٨٧٧)] كتاب الإمارة، ٢٩ - باب فضل الشهادة في سبيل اللَّه تعالى.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [١١٩ - ١٨٨٦)] كتاب الإمارة، ٣٢ - باب من قتل في سبيل اللَّه كُفِّرت خطاياه إلا الدِّين. وأحمد في مسنده (٢/ ٢٢٠)، والحاكم (٢/ ١١٩).
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [١٢٠ - (١٨٨٦)] كتاب الإمارة، ٣٢ - باب من قتل في سبيل اللَّه كفرت خطاياه إلا الدَّيْن.
(٦) فيه هذه الفضيلة العظيمة للمجاهد وهى تكفير خطاياه كلها إلَّا حقوق الآدميين وإنما يكون تكفيرها بهذه الشروط المذكورة وهو أن يُقتل صابرًا محتسبًا مُقبلًا غير مدبر، وفيه أن الأعمال لا تنفع إلا بالنية والإخلاص للَّه تعالى. وقوله "مقبل غير مُدبِر" لعله احتراز ممن يقبل في وقت ويدبر في وقت، والمحتسب هو المخلص للَّه تعالى، فإن قاتل لعصبية أو لغنيمة أو لصيت أو نحو ذلك فليس له هذا الثواب ولا غيره [النووي في شرح مسلم (١٣/ ٢٧،٢٦) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>