للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: أرأيت إن قُتلت في سبيل اللَّه أتكفر عني خطاياي؟

فقال رسول اللَّه : "نعم وأنت صابر محتسب، مُقبل غير مدبر، إلَّا الدين فإن جبريل قال لي ذلك" (١). أخرجه مسلم. وفيه الاهتمام بأمر الدين.

الثلاثون: حديث جابر قال: قال رجل: أين أنا يا رسول اللَّه إن قتلت؟

قال: "في الجنة".

فألقى تمرات كُنَّ في يده، ثم قاتل حتى قُتل" (٢).

أخرجه مسلم أيضًا.

الحادي بعد الثلاثين: حديث أنس: انطلق رسول اللَّه وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون فقال رسول اللَّه : "لا يَقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه" (٣).

فدنا المشركون فقال رسول اللَّه : قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض".

قال: يقول ابن الحمام الأنصاري: يا رسول اللَّه جنَّة عرضها السماوات والأرض؟

قال: "نعم".

قال: بخٍ بخٍ، فقال رسول اللَّه "ما يحملك على قول بَخٍ بَخٍ".

قال: لا واللَّه يا رسول اللَّه إلَّا رجاءة أن أكون من أهلها.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١١٧ - (١٨٨٥)] كتاب الإمارة، ٣٢ - باب من قتل في سبيل اللَّه كفرت خطاياه إلا الدين. والترمذي في سننه (١٧١٢) كتاب الجهاد، باب ما جاء فيمن يستشهد وعليه دين، والألباني في إرواء الغليل (٥/ ١٨). والنسائي (٦/ ٣٤ - المجتبى) في الجهاد، باب من قاتل في سبيل اللَّه تعالى وعليه دين. قال النووي: وأما قوله : "إلا الدين" ففيه تنبيه على جميع حقوق الآدميين وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين وإنما يُكفِّر حقوق اللَّه تعالى.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [١٤٣ - (١٨٩٩)] كتاب الإمارة، ٤١ - باب ثبوت الجنة للشهيد وقد رواه البخاري في صحيحه (٤٠٤٦) كتاب المغازي، ١٧ - باب غزوة أحد. والنسائي (٦/ ٣٣ - المجتبى)، وأحمد في مسنده (٣/ ٣٠٨)، والبيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٤٣، ٩٩) والحاكم في المستدرك (٢/ ٩٣)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٣٩٣٧)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٥٦٧)، والهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١٦١، ٧/ ١٨٨) والسيوطي في الدر المنثور (٢/ ٩٩، ٤/ ١٦٨).
(٣) أي قدامه متقدمًا في ذلك الشيء لئلا يفوت شيء من المصالح التي لا تعلمونها.

<<  <  ج: ص:  >  >>