للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صبرتم فنعم عقبى الدار". رواه ابن حبان (١) في صحيحه.

وعن أنس بعث الفقراء إلى رسول اللَّه فقالوا: يا رسول اللَّه إن الفقراء (٢) يقولون لك إن الأغنياء قد ذهبوا بالخير كله.

وفي لفظ: ذهبوا بالجنة هم يحجون ولا نقدر عليه ويتصدقون ويعتقون، ولا نقدر عليه.

وإذا مرضوا بعثوا بفضل أموالهم ذُخرًا لهم.

فقال : "بلِّغ الفقراء عني أن لمن صبر واحتسب منهم ثلاث خصال ليس للأغنياء منها شيء:

أما الأولى: فإن في الجنة غُرفًا من ياقوت أحمر ينظر إليها أهل الجنة كما ينظر أهل الدنيا إلى النجوم لا يدخلها إلا نبي فقير، أو شهيد فقير، أو مؤمن فقير.

والثانية: يدخل الفقراء الجنة قبلهم بنصف يوم وهو مقدار خمسمائة عام (٣).

والثالثة: إذا قال الفقير سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلَّا اللَّه واللَّه أكبر مخلصًا (٤) وقال الغني مثل ذلك، لم يلحق الغني الفقير في فضله، فتضاعف الثواب، وإن أنفق الغني منها عشرة الآف درهم. وكذلك أعمال البر كلها".

فرجع الرسول فأخبرهم بذلك فقالوا: رضينا يا ربنا رضينا.


(١) أخرجه ابن حبان في صحيحه (٢٥٦٥ - الموارد)، وأحمد في مسنده ((٢/ ١٦٨)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ٣٤٧)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٢٥٩٨٠)، والسيوطي في الدر المنثور (٤/ ٥٨)، وابن كثير في تفسيره (٤/ ٣٧٣).
(٢) روى مسلم في صحيحه [٥٣ - (١٠٠٦)] كتاب الزكاة، ١٦ - باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، عن أبي ذر أن ناسًا من أصحاب النبي قالوا للنبي : يا رسول اللَّه ذهب أهل الدثور بالأجور، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال: "أو ليس قد جعل اللَّه لكم ما تصدقون؟ إن بكل تسبيحة صدقة وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة ونهى عن منكر صدقة وفي بضع أحدكم صدقة. . " الحديث بطوله فانظره وقال النووي: في هذا الحديث فضيلة التسبيح وسائر الأذكار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحضار النية في المباحات وذكر العالم دليلا لبعض المسائل التي تخفى.
(٣) أخرجه والترمذي في سننه (٢٣٥٣) وأحمد بن حنبل في مسنده (٢/ ٥١٣)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٧/ ٩١)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٢٤٣)، والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٨/ ٢٢٢، ٩/ ٢٨٧)، والعراقي في المغني عن حمل الأسفار (٣/ ٣٦٣).
(٤) أخرجه الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (٩/ ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>