للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بما فيه من الثواب؟

فقال: إنما معناه فقر القلب، ولا فقر اليد.

وعن الجنيد (١) أنه جاءه شخص بخمسمائة دينار فوضعها بين يديه وقال: فرِّقها على هؤلاء الجماعة. فقال: ألك غيرها؟

قال: نعم لي دنانير كثيرة.

قال: أتريد زيادة على ما تملك؟

قال: نعم.

قال: خذها فإنك أحوج إليها منا، ولم يقبلها (٢).

لكسرةٍ من جريش الخبز تُشبعني … وشربة من قراح الماء ترويني

وخرقة من حرس السور تكفيني … حيًا فإن مت تكفيني لتكفيني

وعن إبراهيم بن أدهم (٣) أنه جاءه رجل بعشرة آلاف درهم، فأبى أن يقبلها


= المستدرك (١/ ٥٤٠)، وأحمد في مسنده (٢/ ٣٠٥، ٣٢٥، ٣٥٤)، والبيهقي في السنن الكبرى (٧/ ١٢)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٢٤٦٧)، وابن حبان في صحيحه (٢٤٤٣ - الموارد) والألباني في إرواء الغليل (٣/ ٣٥٤)، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٢٥٧)، والزبيدي في الإتحاف (٤/ ٣٥٠، ٩/ ٢٧١).
(١) الجنيد بن محمد الزجاج كان أبوه يبيع الزجاج فلذلك يقال له القواريري أصله من نهاوند مولده ومنشؤه بالعراق وكان فقيها يفتي الناس على مذهب أبي ثور صاحب الإمام الشافعي وراوي مذهبه القديم. صحب خاله السرى السقطى والحارث المحاسبي ومحمد بن على القصاب وكان من كبار القوم وساداتهم وكلامه مقبول على جميع الألسنة وكان يقول إذا رأيت الفقير فلا تبدأه بالعلم وابدأه بالرفق فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه انظر الطبقات الكبري للشعراني (١/ ٧٢).
(٢) ذكرها في الطبقات الكبرى وقال الذهبي: قال الجنيد: كنت بين يدي السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين وبين يديه جماعة يتكلمون في الشكر فقال: يا غلام ما الشكر، فقال: أن لا يعص اللَّه بنعمه، فقال: أخشى أن يكون حظك من اللَّه لسانك، قال الجنيد: فلا أزال أذكر على هذه الكلمة التي قالها لي. وعن الجنيد قال: أعلى درجه الكبر أن ترى نفسك وأدناها أن تخطر ببالك، يعني نفسك. تاريخ الإسلام وفيات (٢٩١ - ٣٠٠).
(٣) إبراهيم بن أدهم بن منصور، كان من كورة بلخ من أولاد الملوك، ومن كلامه: من علامة العارف باللَّه أن يكون أكبر همه الخير والعبادة وأكثر كلامه الثناء والمدحة. كان يقول في تفسير قوله تعالى ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص: ٨٣] من حب العلو أن تستحسن شسع نعلك على شسع نعل أخيك، وكان إذا لم يجد الطعام الحلال يأكل التراب ومكث شهرا يأكل الطين، وكان يقلل الطعام والأكل ما استطاع. وكتب إليه الأوزاعي إنى أريد ان أصحبك يا إبراهيم فكتب إليه إبراهيم إن الطير إذا طار مع غير شكله طار الطير وتركه واللَّه أعلم. انظر الطبقات الكبرى (١/ ٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>