للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وسرد كلامًا أبكى القاضي (١).

ثم سأله القاضي عن التفاته؟

فقال: سألتني عن المسائل ولا أعلم لها جوابًا فسألت عنها صاحب اليمين فقال لا أعلم.

وسألت عنها صاحب الشمال فقال: لا أعلم.

فسألت قلبي فأخبرني عن ربي، فأجبتك بذلك.

فأرسل القاضي إلى الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة، فما على وجه الأرض مسلم (٢).

وجاء جماعات من فقهاء اليمن إلى الشيخ العارف أبي الغيث بن جميل يمتحنوه في شيء، فلمَّا دنو منه قال: مرحبًا بعبيد عبيدي.

فاستعظموا ذلك، فلقوا الشيخ إسماعيل بن محمد الحضري، فأخبروه بذلك.

فضحك وقال: صدق، أنتم عبيد الهوى والهوى عبده.

وللشيخ تاج الدين بن عطاء اللَّه (٣):

وكنت قديمًا أطلب الوصل منهم … فلما أتاني الحلم وارتفع الجهل


(١) القاضي هو إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن يزيد بن درهم، أبو إسحاق الأزدي مولاهم البصري، شيخ مالكية الحراق وعالمهم قال الخطيب: كان عالما متقنا فقيها على مذهب مالك شرح المذهب واحتج له وصنف المسند، وصنف في علوم القرآن، واستوطن بغداد وولى قضاءها إلى أن توفي، ونشر مذهب مالك بالعراق. كان وافر الحرمة، ظاهر الحشمة، كبير القدر توفي فجأة سنة (٢٨٢).
(٢) قال الخلال: كان أبو الحسين النوري إذا رأى منكرا غيره، ولو كان فيه تلفه، فنزل يوما يتوضأ فرأى زورقا فيه ثلاثون دنَّا فقال للملاح: ما هذا؟ فقال: ما يلزمك، فألح عليه. فقال: أنت واللَّه صوفي كثير الفضول، هذا خمر للمعتضد، فقال: أعطني ذلك المدري فاغتاظ وقال لأجيره: ناوله حتى أبصر ما يصنع فأخذه ولم يزل يكسرها دنا دنا، فلم يترك إلا واحدا، فأخذ النوري وأدخل إلى المعتضد فقال: من أنت ويلك؟. قال: قلت: محتسب، قال: ومن ولاك الحسبة؟ قال: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين. فأطرق ثم قال: ما حملك على ما صنعت؟ قلت: شفقة مني عليك، قال: كيف خلص هذا الدن؟، قال: أنه كان يكسر الدنان ونفسه مخلصة، فلما وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه فارتاب في إخلاصه، فترك الدن. الذهبي في تاريخ الإسلام وفيات (٢٩١ - ٣٠٠).
(٣) تاج الدين بن عطاء اللَّه السكندري الزاهد المذكر الكبير القدر تلميذ الشيخ ياقوت وقبله تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي؛ كان ينفع الناس بإشاراته ولكلامه حلاوة في النفوس وجلالة، مات سنة (٧٠٧)، ومن مؤلفاته: لطائف المنن، وكتاب التنوير في إسقاط التدبير، وكتاب الحكم، وغير ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>