(٢) قال الخلال: كان أبو الحسين النوري إذا رأى منكرا غيره، ولو كان فيه تلفه، فنزل يوما يتوضأ فرأى زورقا فيه ثلاثون دنَّا فقال للملاح: ما هذا؟ فقال: ما يلزمك، فألح عليه. فقال: أنت واللَّه صوفي كثير الفضول، هذا خمر للمعتضد، فقال: أعطني ذلك المدري فاغتاظ وقال لأجيره: ناوله حتى أبصر ما يصنع فأخذه ولم يزل يكسرها دنا دنا، فلم يترك إلا واحدا، فأخذ النوري وأدخل إلى المعتضد فقال: من أنت ويلك؟. قال: قلت: محتسب، قال: ومن ولاك الحسبة؟ قال: الذي ولاك الإمامة يا أمير المؤمنين. فأطرق ثم قال: ما حملك على ما صنعت؟ قلت: شفقة مني عليك، قال: كيف خلص هذا الدن؟، قال: أنه كان يكسر الدنان ونفسه مخلصة، فلما وصل إلى هذا الدن أعجبته نفسه فارتاب في إخلاصه، فترك الدن. الذهبي في تاريخ الإسلام وفيات (٢٩١ - ٣٠٠). (٣) تاج الدين بن عطاء اللَّه السكندري الزاهد المذكر الكبير القدر تلميذ الشيخ ياقوت وقبله تلميذ الشيخ أبي العباس المرسي؛ كان ينفع الناس بإشاراته ولكلامه حلاوة في النفوس وجلالة، مات سنة (٧٠٧)، ومن مؤلفاته: لطائف المنن، وكتاب التنوير في إسقاط التدبير، وكتاب الحكم، وغير ذلك.