للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدراسات العربية دون تمحيص، ونادرا ما أشاروا إلى/ أن تراكيب أخرى ممكنة أيضا، وبذلك قد يتكون انطباع لدى المرء، وكأنه ثمة نموذج للقصيدة لا ينازع، ولا يمكن الخروج عنه إلّا خروجا طفيفا (٥٣). وعلى العكس من هذا فقد أكدت الباحثة ريناته ياكوبى حقيقة أن القصائد العربية القديمة متعددة الأشكال، وأنها تطابق هذا النمط العام فى أحوال نادرة، وأن نمط القصيدة الذى وصفه ابن قتيبة، والذى ينتهى بالمديح «يعد المرحلة النهائية من عملية الصقل والتركيب، وتوحيد القصيدة، وهى عملية انطلقت من نمط قديم مفترض» (٥٤).

أما القطعة وهى كما يتضح من اسمها ومن نظرة العرب إليها قطعة من كيان متكامل مفقود (أقرب ما يكون إلى القصيدة) فقد أثبت بلوخ لأول مرة وجود منظومة قصيرة ذات موضوع واحد، ومن ثم عدها نوعا من الشعر مستقلا (٥٥) بذاته.


والد من والآثار، فبكى وشكا، وخاطب الرّيع، واستوقف الرفيق، ليجعل ذلك سببا لذكر أهلها الظاعنين (عنها)، إذ كان نازلة العمد فى الحلول والظعن على خلاف ما عليه نازلة المدر، لانتقالهم عن ماء إلى ماء وانتجاعهم الكلا، وتتبعهم مساقط الغيث حيث كان. ثم وصل ذلك بالنسيب، فشكا شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق، ليميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه، وليستدعى (به) إصغاء الأسماع (إليه) لأن التشبيب قريب من النفوس، لائط بالقلوب: لما (قد) جعل الله فى تركيب العباد من محبة الغزل وإلف النساء، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقا منه بسبب، وضاربا فيه بسهم، حلال أو حرام. فإذا (علم أنه قد) استوثق من الإصغاء إليه، والاستماع له، عقّب بإيجاب الحقوق، فرحل فى شعره وشكا النصب والسهر، وسرى الليل وحر الهجير وإنضاء الراحلة والبعير. فإذا علم أنه (قد) أوجب على صاحبه حق الرجاء وذمامة التأميل، وقرر عنده ما ناله من المكاره فى المسير، بدأ فى المديح، فبعثه على المكافأة، وهزه للسماح، وفضله على الأشباه، وصغر فى قدره الجزيل».
النص فى الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ١٤ (طبعة ليدن) وص ٧٤ - ٧٥ (طبعة دار المعارف بالقاهرة) والترجمة الألمانية عند رناته يعقوبى ص ٣.
(٥٣) انظر. R.Jacobi ,a.a.O.s.٣ - ٤:
(٥٤) انظر:
W. Henrichs, a. a. O. s. ١٢١, R. Jacobi, a. a. O. S. ٤ ..
(*) انظر: ما كتبه بلوخ عن القصيدة:
A. Bloch, Qasidain: Asiatische Studien ٢/ ١٩٤٨/ ١٠٦ - ١٣٢
وما كتبته ياكوبى. R.Jacobi ,a.a.O.S.٦.
(٥٥) انظر: جولد تسيهر Abhandlungen I ,٨٦ وما كتبه بلاشير من دراسة ثانية لتاريخ العروض:
R. blachere, Deuxiemecontribu tional'histoired elametriquearabe: Arabica ٦/ ١٩٥٩/ ١٤١

<<  <  ج: ص:  >  >>