هو حرملة بن المنذر بن معديكرب، كان أحد الشعراء المخضرمين، الذين ولدوا فى الربع الأخير من القرن السادس الميلادى. كان مقيما فى شمال الشام، بين أخواله من بنى تغلب (انظر: طبقات فحول الشعراء، للجمحى ٥١٢). وقيل: إنه كان فى العصر الجاهلى يتردد على أمراء الغساسنة واللخميين، ومنهم الحارث بن أبى شمر (انظر: المرجع السابق ٥٠٦) والنعمان بن المنذر (المتوفى ٦٠٢ م)(انظر: الأغانى ١٢/ ١٣٣ - ١٣٤)، فعرف بمعارفه فى تاريخ عصره، ولا سيما فى تاريخ الفرس (انظر:
طبقات فحول الشعراء، للجمحى ٥٠٥). وفى خلافة عمر بن الخطاب (١٣ هـ/ ٦٣٤ م- ٢٣ هـ/ ٦٤٤ م) أصبح الوليد بن عقبة عامل الضرائب فى منطقة بنى تغلب (أما الخبر فى خزانة الأدب ٢/ ١٥٥، بأن أبا زبيد استعمله عمر بن الخطاب عاملا للضرائب، ولم يستعمل نصرانيا غيره، فيبدو أنه يقوم على خلط بينهما). وقيل: إن الوليد أنصف أبا زبيد فى قضية دين جائر (الأغانى ٥/ ١٣٦).
وقيل: إنه خصص له أرضا (الأغانى ٥/ ١٣٧)، ويبدو أن أبا زبيد أصبح منذ ذلك الوقت نديما للوليد بن عقبة، وصديقا حميما له. وبعد عزل الوليد بسبب شربه الخمر (قارن: ما نظمه أبو زبيد فى ذلك، فى الأغانى ٥/ ١٣٣ - ١٣٤) صحبه أبو زبيد إلى المدينة، ثم إلى العراق، ثم إلى الرقة، وبها ماتا نحو سنة ٦١ هـ/ ٦٨٠ م، وقيل: إنهما دفنا متجاورين (انظر: تاريخ الطبرى ١/ ٢٨٤٣، والشعر والشعراء، لابن قتيبة ١٦٧ - ١٦٨). كان أبو زبيد مسيحيا، وقيل: إنه ظل على مسيحيته حتى آخر عمره (انظر: الأغانى ١٢/ ١٢٧). وربما كانت صلته الوثيقة بالوليد بن عقبة سببا فى أن استنتجالبعض أنه أسلم فيما بعد (انظر: تاريخ الطبرى ١/ ٢٨٤٣، وعكس ذلك فى