الشاعر المشهور، الذى روى عمارة ديوانه، واجتهد فى أن يحذو حذوه فى شعره، وكان مولده فى اليمامة، وارتحل منها مرارا إلى بغداد، ويبدو أنه حظى عند المأمون (١٩٨/ ٨١٣ - ٢١٨/ ٨٣٣)، ومدح الواثق، وحاول أيضا، وقد تقدم به العمر، أن يجرب حظه مع المتوكل (انظر: الأغانى، ط. ثانية ٢٠/ ١٨٧)، وكان هو نفسه يرى أن أهاجيه ونقائضه أجود شعره، ويبدو أنه حذا فيها أيضا حذو جرير، ووقع التهاجى بينه وبين كثير من الشعراء، ودام بينه وبين فروة بن حميضة الأسدى إلى أن مات هذا، فيما يزعم (سبق ذكره ص ٥٢٦). كفّ بصره فى آخر عمره، ويبدو أنه توفى فى خلافة المتوكل (٢٣٢/ ٨٤٧ - ٢٤٧/ ٨٦١).
كان عمارة فى حياته شاعرا ذا اعتبار جمّ، وعالما بالشعر والعربية، وكان النحويون بالبصرة يأخذون عنه اللغة (انظر: الأغانى، طبعة ثانية ٢٠/ ١٨٣)، وروى عنه أيضا، فيما بعد، باعتباره حجة فى مسائل اللغة (انظر مثلا: الأمالى، للقالى ١/ ١٨٥، ٢/ ٣٥)، وحكم سلم بن خالد، حفيد أبى عمرو بن العلاء، بأن عمارة «أشد استواء فى شعره من جرير، لأن جريرا أسقط فى شعره وضعف، وما وجدوا لعمارة سقطة واحدة فى شعره»(الأغانى، طبعة ثانية ٢٠/ ١٨٣، راجع: الموشح، للمرزبانى ١١٩). وذهب المبرد إلى أن الفصاحة فى شعراء المحدثين ختمت بعمارة (انظر:
الأغانى، طبعة ثانية ٢٠/ ١٨٣).
أ- مصادر ترجمته:
الشعر والشعراء، لابن قتيبة ٢٨٤ - ٢٨٥، طبقات الشعراء، لابن المعتز، طبعة أولى ١٤٩ - ١٥١، طبعة ثانية ٣١٦ - ٣١٩، أخبار أبى تمام، للصولى، انظر الفهرس، تاريخ الطبرى، انظر الفهرس، معجم الشعراء، للمرزبانى ٢٤٧، الفهرست، لابن النديم، ص ٥٧، أيضا: تاريخ بغداد ١٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣.
Ritter, Geheimnisse ١٣٩ Anm.; G. E. von Grunebaum, ASPEC TSOFArabic Urban Literaturein: Andalus ٢٠/ ١٩٥٥/ ٢٥٩
نفسه Kritikund Dichtkunst ٥٢ ; الأعلام، للزركلى ٥/ ١٩٣، وانظر: بروكلمان، فى الملحق /، ١٢٢، I