للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثالثا: شعر الجاهلية وصدر الإسلام روايته، وأصالته]

يبدو أن تيودور نولدكه كان أول متخصص فى الدراسات العربية قام ببحث قضية أصالة الشعر العربى القديم بشئ من التفصيل (٧٤)، ولقد صدر نولدكه فى بحثه عن تصور أن تدوين الأدب العربى لم يبدأ قبل نهاية القرن الأول الهجرى (٧٥)، ويرى أن الشعر الذى وصل إلينا فى تدوينات مبكرة وبعضها تدوينات متأخرة، قد سمع «من عالم أو رواية محترف، أو من أحد البدو» ثم دوّن بعد سماعه (٧٦)، / وبرغم ما نتج عن ذلك من اختلافات فى النص الشعرى، فإنه من الممكن بتطبيق منهج مناسب «أن نصل فى حالات كثيرة إلى نتائج مؤكدة أو مرجّحة بالنسبة للشكل الأصلى لنصوص الشعر التى وصل إلينا»، وقد يكون قسم كبير من هذه النتائج مجرد نفى، وأن ننتهى إلى أقوال مثل:

«هذا لا يمكن أن يكون شعرا أصيلا» أو «لا يمكن أن تكون عبارة الشاعر على هذا النحو» (٧٧).

وبعد نولدكه بعدة سنوات شغل آلورد بنفس القضية وعلى نحو أعمق، (٧٨) وكان موقفه مرتبطا- ولو أنه أيضا يضع اعتبارات أخرى- برأيه القائل أن استخدام الكتابة


(٧٤) كتب نولدكه دراسات للتعرف على شعر العرب القدماء:
Th. Noldeke, Beitragezur Kenntnisder Poesiederalten Araber. Hannover ١٨٦٤, Hildesheim ١٩٦٧.
(٧٥) تحديد الزمن يقوم على ذكر اسمى جرير والفرزدق.
(انظر ص ٢ من الدراسات السابقة)
(٧٦) المرجع السابق، ص ٦.
(٧٧) المرجع السابق، ص ١٢.
(٧٨) كتب آلورد ملاحظات عن أصالة الشعر العربى القديم، مع اهتمام خاص بالشعراء الستة الجاهليين:
W. Ahlwardt, Bemerkungenuberd ie Aechtheitderalte narabischen Gedichtemitbeson derer Beziehung aufdie Dichter ... Greifswald ١٨٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>