ابن عمرو (أو: ابن معاوية)، من قبيلة عبس (غطفان). ولقبه الفلحاء. عرف عنترة منذ زمن مبكر بوصفه بطلا جاهليا، وبشعره فى الغزل، وما تزال ذكرى عنترة باقية فى الشرق إلى اليوم. أما سيرة عنترة، التى تكونت حول حياة الشاعر، ففيها تمجيد مثالى للصورة التاريخية لشخصيته، على نحو طمس الكثير من ملامحها، فلم تبق فيها من الحقائق التاريخية المؤكدة إلا نقاط قليلة. كان عنترة ابنا لأب عربى وأمة سوداء، قال ابن الكلبى: وكانت العرب فى الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة استعبده (انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة ١٣٠) / وكان عنترة يعمل بالرعى فى شبابه، ثم نال حريته بشجاعته (فى الدفاع عن قومه)، (انظر: المرجع السابق ١٣٠ - ١٣١).
وفى حرب داحس بين عبس وذبيان وتميم ظهرت مهارة عنترة (الأغانى ٨/ ٢٤٠، ٢٤١)، وقتل عنترة وهو فى سن متقدمة فى معركة (لقبيلته) مع طيئ (انظر روايات كثيرة لابن الكلبى وأبى عبيدة فى الأغانى ٨/ ٢٤٥). وعلى هذا فإن حياته كانت فى القرن السادس الميلادى، وكانت وفاته فى بداية القرن الأول الهجرى/ السابع الميلادى. صنف ابن سلام عنترة بين شعراء الطبقة السادسة (انظر: طبقات الشعراء ١٢٨)، يضم ديوانه نحو ٣٥٠ بيتا، وله- أيضا- قطع فى نحو ٢٥٠ بيتا.
يضم الديوان قصائد قليلة نسبيا، منها معلقته، وقصيدة فى الرثاء، وأخرى فى الهجاء، وله قبل هذا كله شعره فى الغزل بابنة عمه عبلة، ولها دور كبير فى سيرته.