كان معاصرا لعمرو بن كلثوم، وخصما له، فقد كان عمرو زعيم تغلب، وكان الحارث زعيم بكر. كان المنذر بن ماء السماء اللخمى (المتوفى ٥٥٤ م) قد أصلح ما بين قبيلتى بكر وتغلب، بعد حرب البسوس، واحتفظ لديه برهائن من القبيلتين، وفى عهد خلفه عمرو بن هند (حكم من نحو سنة ٥٥٤ - ٥٧٠ م) هلك رهائن تغلب، فطلبت القبيلة الديات من بكر، فأبت واتجهت إلى عمرو بن هند. وقيل: إن الحارث بن حلزة كان متحدثا باسم قبيلته، فارتجل فى هذه المناسبة معلقته المشهورة فى الفخر بقبيلته.
وكان عمرو بن هند يستمع إليه من وراء حجاب (لأن ابن حلزة كان أبرص)، فلما أنشده هذه القصيدة أعجب به كل الإعجاب (الأغانى ١١/ ٤٢ - ٤٣، ٤٤ - ٤٥، والشعر والشعراء، لابن قتيبة ٩٦ - ٩٧). وإلى جانب هذا الوصف شبه الأسطورى لا نكاد نعرف عن حياته شيئا. ويبدو أنه توفى نحو سنة ٥٠ قبل الهجرة/ ٥٧٠ م. وقد وصلت إلينا قطع من شعره، وهناك شك قوى فى صحة نسبة المعلقة إليه.