عمرو (أو: أبو إسحاق). كان أحد شعراء الجاهلية الملقبين بلقب طرفة (انظر فى شرح اللقب، الألقاب لابن حبيب ٣٢١، والشعر والشعراء لابن قتيبة ٩٠). ولم يعش- فيما يقال- إلا ستة وعشرين عاما، فقيل له- فيما بعد- ابن العشرين (انظر: طبقات الشعراء للجمحى ٤٥). كان طرفة من ضبيعة بن بكر، وكانت بلادهم بين اليمامة والبحرين. قيل: إنه فقد أباه وهو صغير، وكانت الخرنق- كما يتضح من بعض أبياتها- أخت طرفة. وكانأيضا/ ابن أخى المرقّش الأصغر (انظر: طبقات الشعراء، لابن سلام ٣٤، الأغانى ٦/ ١٣٦)، وابن أخت المتلمّس (طبقات ١٣١ - ١٣٢، الأغانى ٢١/ ١٨٧) وكلاهما شاعر. وقيل إنه كان يتردد مع المتلمس على عمرو ابن هند اللخمى (حكم من نحو ٥٥٤ حتى نحو ٥٦٨ أو ٥٦٩) فى الحيرة، وكان ينادم أخاه قابوس. وعند ما وقع نزاع بين عمرو بن هند وأخيه من أبيه عمرو بن أمامة، قيل: إن طرفة وقف إلى جانب ابن أمامة، وخرج معه إلى اليمن فصادر عمرو ابن هند ما بقى من إبل طرفة (ذكر ذلك ابن السكيت- كثيرا- فى رواية الديوان، انظر ما كتبه كرنكو، فى دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الأوربية الأولى ٤/ ٧١٨).
وقد شكا طرفة فى عدد من قصائده من ذلك، ولا بد أن علاقته بأمير اللخميين قد فسدت، وذلك بسبب هذا الحادث، إلى جانب حوادث أخرى ممكنة (انظر ما كتبه كرنكو فى دائرة المعارف الإسلامية ٧١٨، العمود الأيمن). ولما كان طرفة جريئا على الهجاء (الشعر والشعراء، لابن قتيبة ٨٩) فيبدو أن هجاءه قد جلب عليه غضب عمرو بن هند، وأودى بحياته. قيل: إن طرفة والمتلمّس قد حملا بنفسيهما أمرا بقتلهما من عمرو بن هند إلى واليه فى البحرين. فتح المتلمس صحيفته وفر هاربا، واستمر طرفة فى مسيرته واثقا مطمئنا، فقتل فى البحرين شر قتله.
ومثل هذا الدافع للانتقام بصورة خطاب يوجد فى روايات كثيرة فى كتاب «المغتالين»، لابن حبيب ٢١٣ - ٢١٤، وفى «الشعر والشعراء»، لابن قتيبة ٨٩ - ٩١