انظر: ما كتبه بلاشير، فى: تاريخ الأدب العربى Blachere ,Histoire ٤٩٥ - ٤٩٦. وشبيه بهذا ما قيل عن موقف عدائى، اتخذه الفرزدق من معاوية، ويبدو أن مكانته فى بلاط الأمويين فى دمشق قد وصلت أوجها فى خلافة الوليد بن عبد الملك (٨٦ هـ/ ٧٠٥ م- ٩٦ هـ/ ٧١٥ م)، وفى خلافة سليمان (٩٦ هـ/ ٧١٥ م- ٩٩ هـ/ ٧١٧ م). (انظر: ما كتبه ريشر، فى المرجع السابق ١/ ٢٦٤، وبلاشير، فى المرجع السابق ٤٩٧)، أما هجوم الفرزدق على من حوله، فيصدر فى جانب منه عن منافسات قبلية، ويصدر فى جانب آخر عن منافسات سياسية وشخصية، وذلك مثل هجومه على آل المهلب (انظر: ما كتبه يوسف هل، عن شعر الفرزدق فى آل المهلب
وقد اتصل هذا الهجوم طوال حياته حتى سن متقدمة، وفى السنوات الأخيرة من حياته عاش فى البصرة، بعد أن أقام فى دمشق والمدينة، على فترات، وظل بالبصرة بين عامى ١١٠ هـ/ ٧٢٨ م، ١١٤ هـ/ ٧٣٢، وربما توفى سنة ١١٢ هـ/ ٧٣٠ م.
هاجم الفرزدق عددا من رفاقه، منهم الطّرمّاح، والأشهب بن رميلة، وأشهر مهاجاة له وأبعدها مدى كانت مع جرير، وقد ذكر الرواة كثيرا كيف التقى الخصمان، وحدهما أو فى جمع من الأتباع، وكيف كانا يتبادلان النقائض. وهناك تفاصيل عن زواجه الغريب بابنة عمه النّوار (انظر: ما كتبه ريشر، فى المرجع السابق ١/ ٢٥٦ - ٢٥٨)، وعن لقائه الطريف بليلى الأخيلية (انظر المرجع السابق ١/ ٢٥٦)، وعن تفاصيل أخرى عن حياته، وعن الظروف السياسية لها، انظر: ما كتبه بلاشير، فى المرجع السابق ٤٩٥ - ٥٠٤.
لقد وصل إلينا من شعر الفرزدق أكثر من سبعة آلاف بيت؛ شعر المدح يكون النصيب الأكبر منها، يليه الهجاء، ثمّ الفخر الشخصى والقبلى، ثم بعض المراثى، أما