ابن معاذ، وكلا الاسمين مذكوران فى المؤلفات النحوية والمعجمية على أنه لمجنون ليلى المعروف، وجعلته الأخبار الخاصة بالأنساب من بنى عامر بن صعصعة، ونادرا ما ذكر المجنون باسم مهدى بن الملوّح، وقد خطّأ أبو الفرج الأصفهانى هذا الاسم (الأغانى ٢/ ١)، وكان مهدى بن الملوح أحد الشعراء الذين عرف كل منهم بالمجنون (الأغانى ٢/ ٧)، ومنهم مزاحم العقيلى، وغيره. وتتلخص الأخبار التاريخية التى يمكن تصديقها عن حياة المجنون وشعره/ فيما يأتى: عاش فى النصف الثانى من القرن السابع الهجرى فى نجد، بين قبيلة عامر العدنانية، شاعر عرف بالمجنون، وارتبط الموضوع الأساسى لأشعاره، بتيّار الحب العذرى، السائد عند البدو فى جزيرة العرب آنذاك، وخصص أكثر أشعاره لليلى (أ. كراتشكوفسكى، وريتر، فى:
(i. j. krackovskij/ h. ritter, in: oriens ٨/ ١٩٥٥/ ٤٨
وهناك معلومات مختلفة عن موته، والأرجح أنه توفى فى الفترة من ٦٥ هـ/ ٦٨٥ م إلى ٨٠ هـ/ ٦٩٩ م (انظر: المرجع السابق ١٦). إن نواة الأشعار المنسوبة إليه تطابق أسلوب ذلك العصر:«إذا كان المجنون نفسه لم يوجد فى الواقع التاريخى فإن أشعاره كان لا بد لها أن تنشأ فى بيئة بدو الجزيرة العربية، فى النصف الثانى من القرن السابع الهجرى»(انظر: المرجع السابق ٢٤).
وفوق هذا وذلك، فإن الأشعار المنسوبة إليه ليست ذات أسلوب واحد، فهناك تداخل بين شعر العذريين وغيرهم من الشعراء الذين كان للحب فى شعرهم دور كبير، مثل عمر بن أبى ربيعة، والأحوص، ونصيب، وأبى دهبل الجمحى، وأبى صخر الهذلى، وقيس بن الحدادية، وتوبة بن الحميّر، والصّمّة بن عبد الله، وعروة بن أذينة، والعوّام بن عقبة، والعباس بن الأحنف، وغيرهم (انظر: المرجع السابق ٤٦). وهناك مثال واضح للتداخل بينهم فيما بعد، نجده فى «القصيدة المؤنّسة» فى قصة المجنون (المرجع السابق ٤٧ - ٤٨).