للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالثة بعد حمّاد الراوية، والمفضل الضبى، وتتألف المجموعة من اثنتين وتسعين قصيدة، لواحد وسبعين شاعرا، منهم أربعة وأربعون جاهليون، وأربعة عشر مخضرمون، وستة إسلاميون، وسبعة غير معروفين، قيل إن الأصمعى اختارها لهارون الرشيد (خزانة الأدب ٤/ ٢٣٥). وكلتا المجموعتين «الأصمعيات، والمفضليات» تنتظمان فى سياق واحد، فكما قام المفضّل باختيار المفضّليّات أراد الأصمعى أن يختار- فيما يبدو- من شعر المقلّين، ليكمل المفضليات. إن الرأى القائل بأن مجموع ما كان متاحا من القصائد فى غير دواوين الشعراء الكبار كان قليلا، فلم يكن أمام الأصمعى إلا بقية متواضعة (انظر بروكلمان الملحق، (I ,٣٧ لهو رأى يصعب قبوله، إن حمادا الراوية والمفضّل والأصمعى لم يحاولواجمع كل القصائد الأخرى المتاحة، وكان عملهم مقتصرا على الاختيار من المجموعات المتاحة.

إن الأصمعيات لم تجد- على الرغم من مكانة الأصمعى- قبولا حسنا، أو انتشارا واسعا، مما جعل العلماء العرب والباحثين المتخصصين فى الدراسات العربية يجتهدون فى تفسيرات مختلفة- لهذا الأمر، وكثيرا ما تمسك البعض بحكم ابن النديم على الأصمعيات، وفهموه خطأ، قال ابن النديم: «وعمل الأصمعى قطعة كبيرة من أشعار العرب، ليست بالمرضية عند العلماء لقلة غربتها، واختصار روايتها» (٢٣٥). وقد فهم آلورد أن هذا النقد لا يتناول الأصمعيات، ولم يعط لذلك تفسيرا، أما عبارة «قطعة كبيرة من أشعار العرب» فلا تعنى عند فلوجل، «مختارات من شعر البدو» ولا تعنى قبل هذا وذلك- فى رأى بروكلمان- مجموعة الأصمعيات، والتعبير المذكور يتصل بصنعة الأصمعى للدواوين (٢٣٦) أما الفهم الصحيح لهذه الفقرة الملغزة فيمكن أن يكون على النحو التالى:

صنع الأصمعى عددا كبيرا من مجموعات الشعر/ كانت عند العلماء أقل أهمية من


(٢٣٥) انظر الفهرست ص ٥٦، وهناك رأى مخالف عند فلوجل فى كتابه عن المدارس النحوية، انظر: (بروكلمان ملحق، (I ,٣٧ وعند ليال، فى مقدمته لتحقيق المفضليات. Flugel ,diegrammatischen Schulen ٧٩ - ٨٠ ١٦ /٢
(٢٣٦) هذه العبارة تفهم قياسا على عبارة «قطعة من القبائل» للدلالة على صنعة السكرى لدواوين القبائل (انظر الفهرست، لابن النديم ٧٨، وقارن أيضا ١٥٩) وعبارة «قطعة من أشعار العرب» وتعنى صنعة ابن حبيب للدواوين (انظر المرجع السابق ص ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>