للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (التوبة: ٦٧).

ولا يخرج في هذه اللجان إلا صادق أمين عدل خبير بهذه الأمور (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة: ١١٩).

ويتشاورون للحل (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: ٨٣).

ووصولهم إلى ذلك لا بد منه؛ لأن الله أكده باللام في النص (لَعَلِمَهُ).

وفرض على الشعب ومؤسساته صَدُّ الحاكم عن هذه السياسة الفاسدة بكافة الوسائل الممكنة القانونية والدستورية والشعبية والسلمية، وآخرها خلعه قضائيا أو بفعل شعبي عام سلمي متدرج بدءا بالاعتزال الشعبي لحديث «هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم» (١)، أخرجه البخاري.

وحديث «لا تكن لهم جابيا، ولا شرطيا، ولا عريفا، ولا خازنا»، وهو صحيح (٢).

وحديث «فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» (٣)، أخرجه مسلم.


(١) - الحديث في صحيح البخاري برقم ٣٦٠٤ وفي مسلم برقم ٧٥٠٩ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه -واللفظ للبخاري- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يهلك الناس هذا الحي من قريش. قالوا: فما تأمرنا؟ قال «لو أن الناس اعتزلوهم».
(٢) - أخرجه ابن حبان في صحيحه برقم ٤٥٨٦ من حديث أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس، ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم، فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا». قلت: وسنده حسن. وعبدالرحمن بن مسعود الراوي له عن أبي سعيد وأبي هريرة وثقه ابن حبان ولا يعلم فيه جرح وهو من طبقة التابعين ومعلوم في مصطلح الحديث أن ما كان هذا حاله فهو حسن الحديث. ولم يتنبه العلامة الأرناؤوط لهذه القاعدة فتعقب الألباني والقول ما قاله الألباني هنا مصححا للحديث. وله طريق أخرى لا بأس بها عند الطبراني، قال في المجمع: رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه داود بن سليمان الخرساني، قال الطبراني: لا بأس به ... الخ كلامه (٥/ ٢٨١).
(٣) - أخرجه مسلم برقم ١٨٨ عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل». وهو عند ابن حبان برقم ١٧٧ بلفظ (سيكون أمراء).

<<  <  ج: ص:  >  >>