والتربية واجب شرعي، وتأخذ وسائلُها حكمَها في الجملة.
[المؤسسة التعليمية والتربوية]
لما كانت الوسائل تأخذ أحكام المقاصد؛ فإيجاد المؤسسة التعليمية والتربوية أكبر وسائل تحقيق التعليم والتربية الآن، فإيجادها واجب؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد، وهو واجب عيني على الدولة لتحقيق الفرض الكفائي والعيني في التربية والتعليم (١).
-المؤسسة التربوية والتعليمية، أو التربية والتعليم:
ويمكن تعريفها أنها: عمل حكومي وأهلي منظم يدير التعليم والتربية.
فقولنا «عمل»: جنس التعريف يدخل فيه كل عمل.
وقولنا «حكومي وأهلي»: قيدان لذلك.
وقولنا «منظم»: خرج به العشوائية التعليمية والتربوية، فلا يتحقق معها ما قُصِد شرعا.
وهو قيد لا بد منه يدل على قيام العملية التربوية على الترتيب والتقنين والدراسة، وهذا واجب؛ لأنه يحقق المقاصد التعليمية.
وقولنا «يدير»: يشمل كل المهمات المنوطة به تلقيا، وتلقينا، وتطويرا، ومتابعة.
وقولنا «التعليم والتربية»: قيدان متممان للتعريف؛ لبيان محل هذا العمل المنظم المدير.
ولا بد للدولة والشعب من وجود هذا الكيان المؤسسي؛ لأنه وسيلة معاصرة لا يمكن قيام العملية التربوية والتعليمية في جميع مراحلها إلا بها وما يتعلق بها من الإدارات العليا والدنيا، والوسائل تأخذ أحكام المقاصد.
- شروط من يدير المؤسسة التعليمية:
ويجب اختيار: عدلٍ راشدٍ كفءٍ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ خبيرٍ لتولي المنصب الأول في المؤسسة التعليمية والتربوية، سواء سمي وزيرا، أو ما كان حسب المسمى في الهيكلة الدستورية والقانونية للدولة.
(١) - في قولنا «لتحقيق الفرض الكفائي ... الخ»: الفرض التربوي الكفائي هو ما يسقط الطلب به بقيام جماعة تكفي لتأهيل خبراء تربويين في كل مجال معين، أما الفرض العيني التربوي فهو الأمور التربوية التي تجب على كل فرد: كالتربية على الصدق، وأداء الأمانة، وترك الكذب والخيانة.