(٢) - قولنا «والرسل والأنبياء في الحرمة واحدة» لا خلاف على هذا وهو أمر قطعي معلوم من الدين بالضرورة، وأما الحديث الذي أوردناه فقد ورد بهذا المعنى أحاديث وكلها متكلم فيها، قال الحافظ في فتح الباري (١١/ ١٦٩) عند قول البخاري (باب هل يصلي على غير النبي صلى الله عليه وسلم): أي استقلالا أو تبعا ويدخل في الغير الأنبياء والملائكة والمؤمنون فأما مسألة الأنبياء فورد فيها أحاديث أحدها حديث علي في الدعاء بحفظ القرآن ففيه وصل علي وعلى سائر النبيين أخرجه الترمذي والحاكم وحديث بريدة رفعه لا تتركن في التشهد الصلاة علي وعلى أنبياء الله الحديث أخرجه البيهقي بسند واه وحديث أبي هريرة رفعه صلوا على أنبياء الله الحديث أخرجه إسماعيل القاضي بسند ضعيف وحديث ابن عباس رفعه إذا صليتم علي فصلوا على أنبياء الله فإن الله بعثهم كما بعثني أخرجه الطبراني ورويناه في فوائد العيسوى وسنده ضعيف أيضا وقد ثبت عن ابن عباس اختصاص ذلك بالنبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن أبي شيبة من طريق عثمان بن حكيم عن عكرمة عنه قال ما أعلم الصلاة تنبغي على أحد من أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم وهذا سند صحيح وحكى القول به عن مالك وقال ما تعبدنا به وجاء نحوه عن عمر بن عبدالعزيز وعن مالك يكره وقال عياض عامة أهل العلم على الجواز وقال سفيان يكره أن يصلي إلا على نبي ووجدت بخط بعض شيوخي مذهب مالك لا يجوز أن يصلي إلا على محمد وهذا غير معروف عن مالك وإنما قال أكره الصلاة على غير الأنبياء. انتهى. وقد حسن العلامة الألباني بعض طرق الحديث في الصحيحة.