إننا أيها الإخوة بحاجة إلى سياسة القول، أعني سياسة من فقه الوحي لا من الذات والأنا.
نحن بحاجة لهذا في كل حياتنا إلا أنا أحوج إليه في إدارة الأزمات ودوامات الصراع .. اثن على الجهود .. اترك الملاقفة والملاسنة .. قل وأحسن وسدد .. هذا هو مفتاح الإصلاح الشخصي والاجتماعي والوطني العام ودليله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)(الأحزاب: ٧٠ - ٧١).
إن الأقوال إذا كانت سديدة أصلح الله الأعمال، فالعمل تبع للقول .. هذا ما تدل عليه الآية.
إذاً .. هذا طريق الإصلاح العام، بل والخاص، بل والأخص من مغفرة الذنب .. تأمل كيف ختم الله هذا التوجيه بقوله (وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)(الأحزاب: ٧١) مبينا أن ترشيد الأقوال بالعدل والصدق والحق والحكمة كما تدل عليه لفظة (سَدِيدًا) ينتج الفوز في الحياة الأولى والخالدة .. فهيا إلى الفوز العظيم، لأن دونه الخسارة.