استنباطات من فقه الوحي لك ولي في الحياة، تعتبر كالمفكرة الشخصية تواجه بها وتستضيء:
١ - أول مادة في الدستور الإلهي بعد الفاتحة (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ)(البقرة: ١ - ٢)، حتى نتعامل معه بهذه القاعدة، من أوله إلى آخره.
إذا فتحت المصحف، اطرح الريب والشكوك والأوهام أرضا، وثق فقط بما سينبئك الله به (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً)(النساء: ١٢٢).
٢ - أول آية على الإطلاق البسملة التي تضمنت الابتداء بإعلان البدء باسم الله الرحمن الرحيم، والرحمة هي الوصف الحصري لهذا الدين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)(الأنبياء: ١٠٧)، ثم ذكره مرة أخرى بعد آية واحدة في الفاتحة (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ولم يقدم في فاتحة كتابه الكريم اسما من أسمائه الدالة على أنه شديد العقاب أو سريع الأخذ، بل قدم لعباده عنوان معاملته الأصلية، وجعله في سورة تتكرر في الصلوات فرضا ونفلا.
٣ - لا تقلق على علاقاتك (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)(مريم: ٩٦)، أي مودة.
٤ - لا تحزن ولا تتضايق (وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ)(النحل: ١٢٧)، حتى أمام المكر والخداع لا تحزن ولا تتضايق .. هذا مما تقتضيه هذه الآية، لكن انظر إلى ما بعدها مباشرة (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ)(النحل: ١٢٨).
إذاً .. هنا السر .. إذا كنت مع الله بالتقوى وتعاملت بالإحسان فإن الله حينئذ معك، فلماذا الحزن والضيق والقلق! ؟