للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجب عليه صلة رحمه وهم والداه، وآباؤهم وأمهاتهم مهما علوا، وعماته، وخالاته، وأعمامه، وأخواله.

فإن أمره أبوه أو أمه بقطعهم فلا طاعة لهم؛ لأن صلة الرحم واجبة بأمر الله ولا طاعة لأحد فيما خالف أمر الله (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ) (محمد: ٢٢ - ٢٣).

ولحديث «لا يدخل الجنة قاطع» (١).

وكذلك لو أمره بترك الذهاب إلى الصلاة في المسجد أصلا بلا ضرر بيِّن فلا يطاع، وكذا لو منعه من مجالسة العلماء الربانيين والأخذ عنهم فلا يطاع.

ويحرم على أب وأم أمر الولد بما يضاد أمر الآخر؛ لأنه يحمله على العقوق، ويؤدي إلى الشقاق بين الزوجين.

فإن أمر أحدهما امتنع الآخر عما ينقضه إلا بتفاهم وإذن؛ لأنه يترتب عليه ضرر بالولد وهو محرم.

وعلى الولد إطاعة السابق بالأمر، ولا يعد عاصيا للآخر؛ لأن الشرع قائم على التكليف بما يستطاع.

ولا يستطاع هنا الجمع بين الأمرين، ولأن التكليف بالضد في نفس الوقت وعلى نفس الشيء ممنوع شرعا، فيحرم على الوالد الآخر الأمر بما ينقض قطعا أمر الآخر، ولا يمكن جمعٌ؛ لأنه يؤدي إلى الأمر ألا يعمل بالتكليف السابق فسقط، ولأنه ليس من العشرة بالمعروف.

[مفردات تربوية للشاب]

وعلى الشاب مراقبة الله والحفاظ على الصلاة (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ) (لقمان: ١٧).

وعليه التزام القول الحق والشجاعة في ذلك (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ) (لقمان: ١٧).

والصبر وعدم الإحباط والانتكاس إن أصابه شيء. (وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) (لقمان: ١٧).


(١) - أخرجه البخاري برقم ٥٩٨٤ عن جبير بن مطعم قال إن جبير بن مطعم أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول «لا يدخل الجنة قاطع». وفي مسلم برقم ٦٦٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>