للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وفي النص من الأحكام]

- أن الإيمان يَدْفع قتل المؤمن عمدا عدوانا.

وفيه أنه لا يقتل مؤمنا متعمدا إلا من لا تجري عليه أحكام أهل الإيمان من الموالاة، والنصرة، والعون، والحقوق، والصلاة عليه حال موته، وإيتائه الحقوق العامة للمؤمنين، ولا يجوز تزويجه؛ لأنه ليس بمؤمن.

«إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» (١)،

(وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ


(١) - حديث «إذا أتاكم من ترضون .. » حسن لغيره جاء من حديث أبي هريرة وفيه من هو ضعيف وفيه انقطاع، وله شاهد من حديث أبي حاتم المزني وفيه عبدالله بن مسلم ضعيف. وكلاهما عند الترمذي برقم ١٠٨٤ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» قال وفي الباب عن أبي حاتم المزني وعائشة.
قال أبو عيسى حديث أبي هريرة قد خولف عبدالحميد بن سليمان في هذا الحديث ورواه الليث بن سعد عن ابن عجلان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا.
قال أبو عيسى قال محمد وحديث الليث أشبه ولم يعد حديث عبدالحميد محفوظا.
وعند الترمذي كذلك برقم ١٠٨٥ عن أبي حاتم المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد قالوا يا رسول الله! وإن كان فيه؟ قال إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات. قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وأبو حاتم المزني له صحبة ولا نعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث. انتهى.
قلت: ومنهم من لم يجعل له صحبة، قال العلائي في تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل (١/ ٣٦٠): أبو حاتم المزني قال أبو زرعة أبو حاتم الذي يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فأنكحوه الحديث. لا أعرف له صحبة ولا اعلم له حديثا غير هذا. قال العلائي أخرج له الترمذي هذا الحديث.
وقال فيه حسن غريب وأبو حاتم المزني له صحبة ولا نعلم له غير هذا الحديث وأخرجه أبو داود في كتاب المراسيل وكأنه لم يجعل أبا حاتم صحابيا. انتهى.

قلت: وممن جعل له صحبة ابن عبدالبر فقال في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/ ١٨): أبو حاتم المزني له صحبة يعد في أهل المدينة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».
وسبقه البخاري في التاريخ الكبير (٩/ ٢٦) فقال: أبو حاتم المزني له صحبة قال عبدالله بن أبي الأسود حدثنا عبدالرحمن ابن مهدي عن حاتم بن اسمعيل عن عبدالله بن هرمز ومحمد وسعيد ابني عبيد عن أبي حاتم المزني وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا جاء كم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة =

<<  <  ج: ص:  >  >>