للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- الخطاب الإيجابي:

ويجب شرعا التبشير لا التنفير لقوله صلى الله عليه وسلم: «بشرا ولا تنفرا» (١).

فالتبشير ووسائله مطلوبة شرعا، والتنفير ووسائله منهي عنه، والنهي في الأصل يدل على التحريم في سائر المذاهب.

فالإعلام لما له من أثر متعد إلى عموم الناس نفعا وضررا واجب فيه أعظم التحري لما يبني المصلحة ويقيمها، ويدفع المفاسد بروح المسئولية التي يتَحمل المكلف ضمانَ ما يترتب عليها أمام ربه ديانة وقضاء «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. » (٢).

ورب كلمة تقال لا يلقى لها بالٌ تؤدي إلى متالف ومهالك وأضرار، أو تؤدي إلى منافع ومصالح ومكاسب.

وفي النص «رب كلمة لا يلقي لها الإنسان بالا تكون من غضب الله تهوي به في جنهم سبعين خريفا» (٣).

- خطاب الإحباط:

ولا يستعمل لغة الإحباط والتيئيس للناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار» (٤)، وهذا من الضرر.

ولقوله تعالى (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (المجادلة: ١٠)، فجعل أساليب ووسائل الإحزان وسائل شيطانية.

وقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منها «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال» (٥).


(١) - تقدم تخريجه.
(٢) - تقدم تخريجه.
(٣) - صحيح البخاري برقم ٦٤٧٨ عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم.
(٤) - تقدم تخريجه.
(٥) - تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>