للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتعذر منعه من الكفار لكثرته وانتشاره؛ لأنه اليوم نوع من الدعوة بعد انتشار المصاحف، وتفسيرها المترجم.

فرؤيتهم لنسخه القديمة، ومطابقتها لما هو موجود اليوم أدعى لهدايتهم، وإقامة الحجة في قلوبهم.

بل لا مانع أن توضع منها نسخ مخطوطة في متاحف العالم لرؤيتها للناس، فإن ذلك من أعظم الدعوة.

[الواجب على الجهات المعنية بالسياحة في الدولة]

ويجب على الجهات المعنية بالسياحة وسائر موظفيها أن يكونوا ممثلين لدينهم ومحاسنه ولوطنهم وأصالته خير تمثيل، فإن الله أمر بذلك في عموم الإحسان (وَأَحْسِنُوَا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة: ١٩٥).

فيحسنون للسواح ولو كانوا على غير دينهم (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: ٨).

وقال تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: ٨٣)، وهذا عام.

فهذا وما قبله في غير العدو المحارب.

وقال تعالى (فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ) (التوبة: ٧).

وهذا في المحارب المعاهد وغيره.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» (١).

وقال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: ١٠٧)، وإكرامهم مشمول لعموم نصوص إكرام الضيف؛ للإطلاق.

ولا يكرم أحد إلا بما أباح الله تعالى، لا بمحرَّم، ولو كان السائح يعتقد حله في دينه.

[حرمة السياحة الماجنة]

والسياحة الجنسية محرمة قطعا.


(١) - تقدمت النصوص في إكرام الضيف وتخريجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>