للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمفارش، والألحفة بدليل قوله تعالى (وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ) (نوح: ٧)، وقوله تعالى (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) (هود: ٥)، ومعناه حين يتغطون (١).

- البناء ومواصفاته والسكن وأحكامه:

ومن كان له أرض فلا يبيعها إلا إلى أرض لورود النهي في قوله صلى الله عليه وسلم «من كان له أرض فلا يبعها إلا إلى مثلها» (٢).

ويحسن أن تكون الأرض المعدة للبناء واسعة ندبا لحديث «البيت الواسع من السعادة» (٣)، وأن تكون قرب مسجد لتيسر حضور الجماعة.

[النزوح والنقلة]

ولا تنتقل جماعةٌ ولو إلى قرب المسجد -ولو بعدوا- إن كان انتقالهم يعري ذلك المكان.

ولهذا نُهِي بنو سلمة عن الانتقال إلى قرب المسجد (٤)، وأخبرهم صلى الله عليه وسلم بعظيم أجرهم وأراد من النهي كراهة أن يعروا المدينة.

وإذا نهى عن ذلك، ولو كان بعلة القربة الشرعية؛ فإنه من باب أولى ينهى عن انتقال جماعي أو نزوح إلى مكان آخر للسكن بغير ضرورة، إن كان انتقالهم إعراءً للمكان.


(١) - يستغشون ثيابهم يتغطونها ويلبسون. انظر تفسير الطبري (١٢/ ٣٢٢) ط/ دار هجر.
(٢) - حديث «من كان له أرض .. » أصح ألفاظه ما أخرجه الطيالسي في مسنده بسند حسن برقم ٤٢٣ عن حذيفة قال «من باع دارا ثم لم يجعل ثمنها في دار لم يبارك له». وهو شاهد لحديث سعيد بن حريث عند ابن ماجة برقم ٢٤٩٠. وأخرجه ابن أبي الدنيا بسند حسن برقم ٢٧٨ عن عمرو بن حريث، رفعه قال «من باع أرضا أو دارا، لم يبارك له إلا أن يجعله في مثله».
(٣) - أخرجه عبد بن حميد في مسنده برقم ٣٨٥ عن نافع بن عبدالحارث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سعادة المرء المسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب الهنيّ. قلت: سنده حسن. وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من نفس الطريق برقم ١١٦.
(٤) - أخرجه البخاري برقم ٦٥٦، ومسلم برقم ١٥٥١ من حديث جابر بن عبدالله قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا إلى قرب المسجد فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم «إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد». قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك. فقال «يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم دياركم تكتب آثاركم».

<<  <  ج: ص:  >  >>