للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدل على حرمة إيقاعها على أحد؛ لأنها ضرر.

وقد نهى عن الحزن والإحباط (وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) (الحجر: ٨٨)، (لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: ٤٠)، (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) (فاطر: ٨).

فنهى عن الحسرة والحزن ولو في شئون الدعوة.

- تبني المقاربة لوجهات النظر:

وعند حصول الفتنة بين طائفتين من المسلمين، فإنه يجب على الإعلام شرعا تبني كل ما يقارب وجهات النظر ويطفئ الفتنة؛ لقوله تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) (الحجرات: ٩)، وهذا عام، والإعلام داخل في هذا التكليف الواجب.

ولا يجوز عند حصول التصالح والوفاق بين المسلمين توظيف الإعلام لإفشاله أو إخراج أسراره التي تضر به وتحبط توجهه، أو تأويله وتحليله القاصد ذلك.

وسواء ذلك كله بمباشرة أو تلميح؛ لأن وسائل المفسدة محرمة كتحريم المفسدة، ولقوله تعالى ذاما الإعلام المنافق (وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: ٨٣).

- خطاب البلبلة والتخذيل وقلب الحقائق:

ويحرم السعي الإعلامي إلى بلبلة الجماعة والتخذيل وإشاعة الفتة، خاصة عند المواجهة (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) (التوبة: ٤٧)، فسماهم الله ظالمين مع كون هذه صفات المنافقين.

وهذا من أبلغ التحريم.

ولا يجوز تقليب الحقائق؛ لقوله تعالى (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة: ٤٨).

- نشر الرذيلة:

ونشر الرذيلة والفاحشة وإشاعتها من كبائر الذنوب.

فيحرم الترويج لها بأي وسيلة إعلامية، مرئية أو مسموعة أو مقروءة، لقوله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>