(٢) - الحديث أخرجه أبو داود برقم ٢٩٥٠ عن ابن أبي مريم أن القاسم بن مخيمرة أخبره أن أبا مريم الأزدى أخبره قال دخلت على معاوية فقال ما أنعمنا بك أبا فلان. وهي كلمة تقولها العرب فقلت حديثا سمعته أخبرك به سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «من ولاه الله عزوجل شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره». قال فجعل رجلا على حوائج الناس.
قلت: هذا الحديث من الأحاديث السياسية وهو حديث صحيح رجاله كلهم ثقات وسليمان بن عبدالرحمن الدمشقي شيخ أبي داود وإن كان قيل فيه أنه صدوق كما قال النسائي وابن حجر، فقد قال الدارقطني والذهبي والفسوي وابن معين وأبو داود أنه ثقة. وله شاهد من حديث معاذ عند أحمد برقم ٢٢١٢٩، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ولي من أمر الناس شيئا فاحتجب عن أولى الضعفة والحاجة احتجب الله عنه يوم القيامة». قلت: وهذا الشاهد سنده لا بأس به أو حسن فيه شريك بن عبدالله القاضي، قال أحمد: صدوق ثقة إذا لم يخالف. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال في التقريب: صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة. وعمدة القول هنا في هذا الحديث هو ما قاله أحمد؛ لأنه وافق الثقات، فحديثه هنا صحيح.