للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويجب حفظ السر، وهو من الأمانات.

[النهي عن الكسل والحزن والجبن والبخل]

والكسل مذموم في الشرع.

فإن عطل به واجبا أو فرضا حرم، والتسويف يجمع الكسل والخلف والعجز.

والهمُّ مستعاذ منه، وكذلك الحزن «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدين وقهر الرجال» (١).

فالهمُّ: حركة نفسية في القلب لأجل شيء يولد القلق والحزن.

والحزن: غمة في القلب، إما على فوت شيء، أو عدم استطاعة ما يستقبل.

وهو مذموم كله، حتى إن تعلق بالدعوة إلى الله بهداية غير المهتدي، وقد قال الله (وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ) (النحل: ١٢٧)، وقال تعالى (لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) (المائدة: ٤١).

فالواجب مدافعة الحزن، ولو في غاية الشدة، لقوله تعالى (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: ٤٠)، فنهى عن الحزن وهو في أعظم الشدة محاصراً في الغار.

وأما العجز المستعاذ منه فهو:

انعدام العزم في القلب على فعل الشيء.

ويترتب عليه أن يكون الإنسان عالة على غيره.

وقد يوجد العزم، ولا توجد البصيرة في الأمور، فلا يستطيع الفعل، وهو عجز وعي، فيكون مؤديا إلى النتيجة السابقة.

فهذا منهي عنه، ومستعاذ منه كما في الحديث.

والكسل: ترك فعل ما ينفع ودفع ما يضر مع الاستطاعة.

والجبن: ترك الإقدام والشجاعة؛ لضعف في الهمة القلبية عن المواجهة، وهو أمر غير محمود،


(١) - أخرجه مسلم برقم ٤٢٦٧ عن النعمان بن بشير قال: تصدق علي أبي ببعض ماله فقالت أمي عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلق أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهده على صدقتي. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «أفعلت هذا بولدك كلهم؟ » قال لا. قال «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم». فرجع أبي فرد تلك الصدقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>