للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وضده الشجاعة، وهي من المكارم.

والبخل: ترك الإنفاق للمال في وجهه المستحق فرضا ونفلا.

وغلبة الدين: كثرته على الشخص حتى يولد الهم والحزن، فهو غلبة نفسية، ويولد الغلبة الحسية من المطالبين بالإهانة أو الحبس ونحوه.

ولذلك لا يستدين الشخص إلا للضرورة، والضرورة تقدر بقدرها.

وأما قهر الرجال فهو: ما يسببه الرجال من انهزام معتبر قولي أو فعلي.

ولذا ارتبط بأصل لفظ القهقرى وهو: التراجع.

وفي الحديث الاستعاذة من جميع هذه الأمور «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال» (١).

ومن أعظم التكاليف الشرعية التي يجب ملازمتها الصبر على المكاره وتقلبات الحياة، وعدم التضجر.

فإذا صبر الإنسان استقامت حياته كلها؛ لأنه يضاد جميع الأمور المذمومة، ويولد جميع المستحبات، فالشجاعة تحتاج إلى صبر، والصدق كذلك، وترك الجبن والشح والكذب، كله بالصبر وضبط النفس.

[تنظيم الوقت]

وعليه تنظيم وقته (٢)؛ لأنه عمره وتركه بعشوائية تفريط، وهو محرم في الجملة، ولأنه يترتب على إضاعته ضرر في حياته حالا ومآلا، والضرر مدفوع.

[التعامل مع الوالدين وطاعتهم وصلة الأرحام]

وفرض عليه طاعة والديه في طاعة الله لا في محرم؛ للنص (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) (النساء: ٣٦)، (وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (العنكبوت: ٨).


(١) - تقدم الحديث وتخريجه.
(٢) - ولهذا سيسألنا الله عنه «يسأل عن أربع» ولأنه يؤدي إلى مفاسد، ودفعها واجب ويؤثر على مستقبله وهذا ضرر وهو مدفوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>