أما التعليم الدراسي فله حد مرحلي ينتهي به بدءا بالابتدائية وانتهاءً بالشهادات العليا في الدراسات الجامعية العليا.
ولا حد للتعليم بعد ذلك، تجربة وخبرة وبحثا ووهبا إلهيا (١).
وكان الرسل والأنبياء يوحى إليهم في الأربعين من العمر ويعلمهم الله الشرائع ويبلغونها ويعلمونها للناس في كل سن، كلٍّ بحسبه.
وقد يفتح الله على صبي كيحيى (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا)(مريم: ١٢)، وعيسى في المهد (فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا* قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا)(مريم: ٢٩ - ٣٠).
[أركان التعليم والتربية]
وأركان التعليم: منهج، ومدرس، وإدارة، وطالب.
أولاً: المنهج
فالمنهج الدراسي يضعه علماء في الشريعة وخبراء ومختصون في علوم العصر وتربويون في مفردات المنهج وأصوله ووسائله، وكلٌ في تخصصه.
- شرط من يضع المناهج
وشرط هؤلاء تمام المعرفة والاختصاص فلا يجوز غير أهلٍ (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء: ٣٦).
و«عِلْمٌ» نكرة في سياق النفي تعم كل علم؛ فيدخل علم الشريعة وعلومُ فروض الكفايات المتعلقة بمصالح الخلق من طب، وتكنولوجيا، وتصنيع، وهندسة، وغيرها.
ولا يدخل أحد في لجنة المناهج لجمالة، أو إصلاح وضع، أو لقرابة؛ لأنها ولاية من أعظم
(١) - قولنا «تجربة وخبرة وبحثا ووهبا إلهيا» .. هذه الأربعة -في نظرنا- هي مصادر للتعلم والتعليم وطرقه، فالتجربة هي اليوم أساس العلم التجريبي، والخبرة أساس في التمكين والتوسع، والبحث هو طريق التحقيق للمسائل، والعلم الوهبي أمر رباني يهبه الله لمن يشاء وكيف يشاء، فكم من شخص طلب العلم مع آخر فيزداد الفتح على أحدهما؟