للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا رأى الطفل في نومه رؤيا فصِدْقُها واردٌ كرؤيا بالغ.

وقد يتعلق بها خير كثير للولد ولأسرته وغيرهم، ويندفع بها شر كثير.

وإذا قصها على والده استمع له، ويبشره بها ويشجعه لقوله تعالى عن يوسف (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ* قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ* وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (يوسف: ٤ - ٦).

وشرع من قبلنا شرع لنا إذا لم يرد في شريعتنا خلافه، ولم يرد هنا ما يخالف.

وفيه إمكان رؤية الطفل رؤيا يتعلق بها حدوث أمر عظيم مما يكون في المستقبل حقا.

وفيه الاستماع من الأب لذلك.

وفيه تحذير الوالد لولده مما يضره في هذا الأمر، وغيره قياساً.

وفيه تنبيه الولد على الضرر ولو أدى إلى ذكر قريب كأخ له فيه بلا تحريض، بل يعلل له أن منشأ ذلك نزغ الشيطان كما في الآية السابقة.

وفيه فتح باب المستقبل، والتيسير للطفل، وتذكيره بنعمة الله عليه.

وفيه تذكير الطفل بمآثر الصالحين، وخاصة من آبائه ليسير على ذلك (١).

[العدل بين الأبناء]

والعدل بين الأبناء واجب لقوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) (النحل: ٩٠).

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم» (٢).

وعند خلافهم يفصل بينهم بالحكمة (٣) لكثرة خلاف الأطفال، فإن بلغوا فبالعدل والحكمة.


(١) - وفي قصة يوسف من الأحكام المتعلقة بالولد الكثير، ذكرناها في مؤلف مستقل وكتبنا عنها كذلك في مقالات فقه التنزيل.
(٢) - تقدم تخريجه.
(٣) - قلنا بالحكمة، ولم نقل بالعدل؛ لأن العدل هنا قد يؤدي إلى كثرة العقوبة للصغار؛ لكثرة خلافهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>