قلت هذا سند حسن وعمارة في مثل هذه الطبقة يحسن حديثه كما هو معلوم في قواعد هذا العلم الشريف، وهو عند البيهقي في الصغرى ٧٩٢ من طريق عبدالملك، وفي إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (٢٠٦١) - (٤/ ٣٠٥)، قال أبو يعلى الموصلي: وثنا أحمد بن حاتم الطويل، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن عبدالملك بن حسن، عن عبدالرحمن بن أبي سعيد، عن عمارة بن حارثة، عن عمرو بن يثربي، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «لا يحل لامرئ من مال أخيه شيء إلا بطيب نفس منه». فقلت: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت غنم ابن عم لي أجتزر منها شاة؟ فقال «إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وأزنادا بمكان سماه فلا تهجعها». رواه أحمد بن حنبل في مسنده، ثنا أبو عامر، ثنا عبدالملك، يعني: ابن حسن الجاري، ثنا عبدالرحمن بن أبي سعيد: سمعت عمارة بن حارثة الضمري، يحدث ... فذكره. هذا حديث رجاله ثقات. كذا قال البوصيري وهو كما قال إلا أن عمارة مرتبة حديثه الحسن إلا إن كان البوصيري اطلع له على توثيق صريح عن إمام أو أنه اعتبره ثقة ويحق له ذلك لأنه إمام في الفن. وله شاهد آخر عند الدارقطني أيضا (٢٨٥٨) ثنا علي بن أحمد بن الهيثم العكبري، نا عيسى بن أبي حرب الصفار، نا يحيى بن أبي بكير، نا أبو يوسف، عن محمد بن عبيد الله، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجته: «ألا وإن المسلم أخو المسلم، لا يحل له دمه ولا شيء من ماله إلا بطيب نفسه، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد». قال أبو زكريا: محمد بن عبيد الله هو العزرمي شديد الضعف كما لا يخفى وبقية الرجال ثقات، وله شاهد أورده الدارقطني كذلك برقم (٢٨٥٩) عن أنس وفيه ابن الزبرقان متروك. وله طريق أخرى عنده برقم (٢٨٦٢)، وفيها ابن شبيب متروك.