للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمجالس بالأمانة (١)؛ فلا يفشي سرا (٢)، ولا ينقل خبرا موغرا للضغينة.

ولا بد في المجالس من ذكر الله، وورد ما يدل على وجوبه في نصوص كثيرة (٣).

- الجوار:

وللجار حق عظيم (وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ) (النساء: ٣٦)، والإحسان إليه فرض، وأذاه كبيرة منكرة (٤)، ويصله بما جرت عليه العادة؛ لأنها مُحَكَّمة.

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك» (٥).

ولا يجوز غيبته، ولا عرضه، ولا خيانته في نفسه، أو عرضه، أو ماله فإن ذلك من أكبر الكبائر، قال تعالى (وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا) (الحجرات: ١٢)، وفي الحديث «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان» (٦)، وفي حديث «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم» (٧)، وكذا «أكبر الكبائر أن تجعل لله ندا وهو خلقك أو تزاني حليلة جارك» (٨).


(١) - قولنا «والمجالس بالأمانة» فيه حديث حسن صحيح عند أبي داود برقم ٤٨٧١، من حديث جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق». وفيها ابن أخي جابر بن عبدالله مجهول مبهم، إلا أنه من رواية ابن أبي ذئب عنه وهو لا يروي إلا عن ثقة، قاله ابن معين. وعليه فطريق أبي داود صحيحة. وله شواهد.
(٢) - قولنا «فلا يفشي سرا» دليله ما أخرجه أبو داود برقم ٤٨٧٠ من حديث جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة». قلت: سنده حسن. وأخرجه الترمذي وحسنه.
(٣) - من الأدلة على ذلك ما أخرجه أبو داود بسند صحيح برقم ٤٨٥٨ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة».
(٤) - قولنا «وأذاه كبيرة منكرة» دليله ما أخرجه مسلم برقم ١٨١ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه».
(٥) - حديث «إذا طبخت .. » أخرجه مسلم برقم ٦٨٥٥ من حديث أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك».
(٦) - تقدم تخريجه.
(٧) - تقدم تخريجه.
(٨) - حديث «أكبر الكبائر .. » أخرجه البخاري برقم ٤٤٧٧، من حديث عبدالله بن مسعود، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت إن ذلك لعظيم قلت ثم أي قال، وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك قلت ثم أي قال: أن تزاني حليلة جارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>