للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان الصحابة يسألون الفقيهات كنساء النبي صلى الله عليه وسلم من وراء حجاب وينقلون عنهن العلم والحديث.

ولا فرق إلا البعد المكاني (١).

فإذا تَيقَّن السامع الصوت والصورة من مصدر معتمد سقط معنى الفارق، وإذا طلب التلميذ عن بعد من شيخه إجازة أجازه عن اختبار يتيقن به معرفته، ويكون في طبقة تلامذته.

[النقل من الموسوعات الإلكترونية]

والنقل من الموسوعات الإلكترونية والعزو إلى كتبها بالجزء والصفحة أمر لا مانع منه، بشرط كونها موثقة مقابلة من خبراء ومراكز موثوقة معتمدة؛ لأنه لا فرق بينها وبين الكتاب سوى تصغير الكتب تصغيرا مجهريا إلكترونيا بحيث يجمع في الاسطوانة أو الذاكرة الرقمية التي لا تتجاوز الإصبع آلاف الكتب وملايين المعلومات.

وهذا من فضل الله ونعمته على الخلق في هذا العصر، وتقصير العلماء في البلاغ مع هذا التيسير إثم؛ لأن التكليف بقدر الاستطاعة.

وفي استطاعتهم ما ليس في استطاعة من قبلهم قبل ثورة العلم التكنولوجي.

والله أناط التكليف بالاستطاعة والوسع (لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) (البقرة: ٢٨٦).

[التكنولوجيا العلمية وتوثيق وحفظ الأصول وبيع الحقوق الإلكترونية]

ولا بد من استغلال الوسائل الحديثة في حفظ المخطوطات وتوثيقها وأصولها؛ لأن حفظ أصول العلم وسيلة لحفظه في الجملة؛ لاعتمادها مرجعا ومصدرا للعلم بصحة النقل، وعدم الخطأ فيه، ونسبة الأقوال والمذاهب والاجتهادات إلى أهلها نسبة صحيحة.


(١) - قولنا: لا فرق إلا البعد المكاني نعني به أن السائل للفقيهة من الصحابة كان من وراء حجاب عن قرب بخلاف البث المباشر عبر الأقمار فعن بعد كبير مع سماع ورؤية كلٍ صوتَ وصورةَ الآخر فلا فرق إن كان من مصدر معتمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>