للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ولّى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم الأذان (١) وهو أعمى، وكان له من يخبره بالوقت، وولاه على المدينة لما ذهب إلى مكة فاتحا (٢).

ومع توفر كثير من العلوم التكنولوجية يسهل تأهيلهم، واستيعابهم في الوظائف المختلفة المناسبة لهم، والتي تكف حاجاتهم الحياتية وتدفع عنهم الفاقة والمسألة.

[نقابات الموظفين والعمال]

وللموظفين والعمال إنشاء نقابة لهم تدافع عن حقوقهم العادلة، وتنصر المظلوم منهم، وتمنع البغي والعدوان على أحدهم، وتمثلهم في الجهات المختلفة فيما يحق لها من أنواع التمثيل الحقوقي.

وكل هذا، الأصل مشروعيته لعموم (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ) (المائدة: ٢).

والتعاون على طلب الحقوق العادلة ونصرة المظلوم من البر.

[جمعية الادخار والتعاون بين الموظفين برواتبهم]

وللموظفين وغيرهم إنشاء جمعية شخصية يتعاونون من خلالها على الادخار بجمع جزء متساو من رواتبهم ويسلم المبلغ كاملا لأحد المشتركين معهم شهريا حتى يدور ذلك على الكل.

وهو عقد إرفاق مشمول بعموم (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: ٢)، وبعموم (هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ) (الرحمن: ٦٠)، فالكل محسن ويقابل بمثل إحسانه.

وتخريجه الشرعي أنه عقد قرض معين من متعددين معينين بأجل معين لكل فرد منهم بتاريخ مستقل، فهذا تعريفُ أوَّلِهم قبضا.

وأما آخرهم قبضا فهي له جباية قرض آجل معين من معينين في أجل واحد.


(١) - قولنا «وقد ولى النبي صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم الأذان» الأحاديث التي تدل على ذلك كثيرة مخرجة في الموطأ وفي الصحيحين وفي السنن وفي المسانيد والمعاجم وهي أشهر من أن نذكر فيها حديثا أو حديثين.
(٢) - قولنا «وولاه على المدينة ... » أخرجه أحمد برقم ١٢٣٦٦ من حديث أنس رضي الله عنه قال: استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم مرتين على المدينة، ولقد رأيته يوم القادسية معه راية سوداء. قلت: سند هذا الحديث حسن لأجل عمران القطان صدوق وبقية رجاله رجال الشيخين. وفي الباب جملة من الأحاديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>