(٢) - قولنا «وهذه قصة صحيحة مشتهرة .. » قلت: أخرجها الإمام أحمد برقم ٢٢١٦ عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان ناس من الأسرى يوم بدر لم يكن لهم فداء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداءهم أن يعلموا أولاد الأنصار الكتابة. قال: فجاء يوما غلام يبكي إلى أبيه، فقال: ما شأنك؟ قال: ضربني معلمي. قال: الخبيث يطلب بذحل بدر والله لا تأتيه أبدا. قلت: هذا حديث حسن صحيح، وسند أحمد فيه علي بن عاصم مُخْتلَف فيه، وقد كان أحمد يقول: أما أنا فأحدث عنه، ومرة يكتب حديثه، ومرة يغلط ويخطئ ومرة هو والله عندي ثقة، ووثقه العجلي، وقال الحافظ صدوق يخطئ ويصر رُمي بالتشيع. قلت: يغني عن طريقه رواية الحاكم للحديث من طريق خالد بن عبدالله الطحان وهو ثقة حافظ من رجال الشيخين. فالحديث صحيح من هذه الطريق، وهو شاهد لطريق أحمد لأن ما نُقِمَ على علي بن عاصم هو الغلط والإصرار، وقد ارتفع هنا بموافقة الثقات له.