للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعليمي، أو إنمائي، أو ديني، أو صحي .. وغير ذلك.

[حكم الإعلام وإطلاق الأقمار الصناعية]

والإعلام فرض كفاية؛ لأن الإعلام ينبني عليه من المصالح الكثيرة ويندفع به من المفاسد العظيمة ما يوجب إيجاده والاختصاص فيه، فوجب دفع مفاسده وجلب مصالحه، وهي تتعلق بنواحي حياة الأمة كافة، فوجب القيام به على الأمة كفرض كفاية؛ لأنه لا يتم جلب تلك المصالح العامة الهامة إلا به، ولا دفع طامات المفاسد العامة المترتبة على الإعلام المنحرف إلا بإعلام راشد؛ فوجب.

وما لا يتم إلا به فهو فرض: من كليات، ومؤسسات إعلامية، ومعاهد تخصصية، وهيئات وغيرها.

وهو الآن فرض عين على الدولة؛ لأنها نائبة عن الشعب في إقامة المصالح ودفع المفاسد العامة.

وعلى المسلمين إطلاق أقمار صناعية إعلامية؛ لما يحقق من مصالح غالبة، ويدفع مفاسد كثيرة وعظيمة كدفع مفاسد الإعلام المشتمل على مجون وفواحش، وعقائد باطلة، وشبهات، ونشر للباطل وتعظيم أهله.

[الخطاب الإعلامي]

ويجب على الإعلامي: تحرى الصدق، والحقيقة، ونقل ما يبني وينفع لا ما يهدم ويضر.

ويحرم الكذب، وتزييف الحقائق، وما عظم نشره من الكذب عظم ضرره، وعظم سخط الله عليه للنص في حديث البخاري في الرؤيا لمن يعذب في قبره بذلك (١).


(١) - قولنا «ويحرم الكذب .. » يدل على حرمة الكذب الإعلامي خاصة لانتشاره في الآفاق ما أخرجه البخاري برقم ١٣٨٦ عن سمرة بن جندب، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة، أقبل علينا بوجهه، فقال: من رأى منكم الليلة رؤيا؟ قال: فإن رأى أحد قصها، فيقول ما شاء الله، فسألنا يوما، فقال: هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قلنا: لا، قال: لكني رأيت الليلة رجلين أتياني، فأخذا بيدي، فأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس، ورجل قائم، بيده كلوب (قال بعض أصحابنا، عن موسى: كلوب من حديد) يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك، ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق ....... أما الذي رأيته يشق شدقه، فكذاب يحدث بالكذبة، فتحمل عنه، حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به إلى يوم القيامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>