للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ) (النساء: ١٩) (١).

و«يفسق بأدنى عضل»؛ لإصراره على محرم، ولا ولاية له، ويحق للبنت أن يزوجها وليها غير أبيها، فإن لم تجد زوجها القاضي.

ومن اشترط من الفقهاء شروطا للكفاءة فعلى وجه الأولوية لا الفرض والوجوب الشرعي، وقد نظمت ما استحسنه الفقهاء من الكفاءة مع ذكر بعض مشايخي، فقلت:

الدِّينُ والحريةُ احترافُ ... والنسب اعتبره الأسلافُ

ومالك شرط خصلتين ... بُرْؤٌ ومعْه الشافعي في الدِّين

واشترط اليسار عند الحنبلي ... وشيخنا زيدان في المفصل

والمالكي الأحناف أما الزيدي ... فشَرَطَ الدِّين بغير زيدِ (٢)

الناصرُ زيدُ بن عليْ والهاديْ ... وكمْ لهم من جاهلٍ معاديْ

كالمتوكل وكالمنصورِ ... والمسوري أحمد المبتور


(١) - من أسباب نزول الآية (فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ) ما في صحيح البخاري برقم ٥١٣٠ عن معقل بن يسار أنها نزلت فيه. قال: زوجت أختا لي من رجل فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء يخطبها، فقلت له زوجتك وفرشتك وأكرمتك فطلقتها ثم جئت تخطبها لا والله لا تعود إليك أبدا، وكان رجلا لا بأس به وكانت المرأة تريد أن ترجع إليه فأنزل الله هذه الآية (فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ) فقلت: الآن أفعل يا رسول الله. قال: فزوجها إياه.
(٢) - أي أن المذهب الزيدي اشترط للكفاءة في النكاح الدين فقط بدون زيادة، وهذا معنى قولنا «بدون زيدِ» أي بدون زيادة، وارجع في تفصيل هذه المسائل بتوسع كتاب (المفصل في أحكام المرأة) لشيخنا العلامة عبدالكريم زيدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>