للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: إن استطاع أن يصلي الفرد بالإيماء؛ فيجوز لورود ذلك (١).

وأما الصوم فإن كان الفطر أقوى لهم فالفطر واجب ويقضون؛ لورود تسمية من لم يفطر في فتح مكة بالعصاة (٢)، لاقتراب القتال؛ فإن كان لا قتال ولا خوف فلهم الإفطار لعلة السفر، ولهم الإمساك.

ومن أفطر قضى وجوبا.

وأما الأذكار فقد بيناها في كتابنا «فقه المقاتل» (٣).

وواجب الأخذ بعوامل النصر، وهي: الإعداد التام، والثبات، وذكر الله كثيرا، وطاعة الله


(١) - قولنا «لورود ذلك» مما ورد فيها ما أخرجه أحمد برقم ١٦٠٩٠ عن عبدالله بن أنيس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنة فأته فاقتله. قال: قلت: يا رسول الله، أنعته لي حتى أعرفه. قال: إذا رأيته وجدت له اقشعريرة. قال: فخرجت متوشحا بسيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاقشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا. قال: أجل أنا في ذلك. قال: فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني فقال: أفلح الوجه. قال: قلت: قتلته يا رسول الله. قال: صدقت. قال: ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل في بيته فأعطاني عصا فقال: أمسك هذه عندك يا عبدالله بن أنيس. قال: فخرجت بها على الناس فقالوا: ما هذه العصا؟ قال: قلت: أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها. قالوا: أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك. قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، لم أعطيتني هذه العصا. قال: آية بيني وبينك يوم القيامة، إن أقل الناس المتخصرون يومئذ يوم القيامة. فقرنها عبدالله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فصبت معه في كفنه ثم دفنا جميعا. قال الحافظ في الفتح (٢/ ٤٣٧) برقم ٩٠٤: أخرجه أبو داود وإسناده حسن.
(٢) - أخرجه مسلم برقم ٢٦٦٦ عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام فقال «أولئك العصاة أولئك العصاة».
(٣) - وهو كتاب ألفناه في مهمات ما يحتاجه الجندي من العقائد والعبادات والطهارات والأذكار والجهاد وأعذاره والفتاوى، وطبع منه أكثر من مائة ألف نسخة -الطبعة الأولى- ووزع على كثير من وحدات القوات المسلحة والأمن رسمياً.

<<  <  ج: ص:  >  >>