للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مختلف مراحل تطور الأسس النظرية للحب العذرى، التى عرضها العالم الشاعر ابن حزم الأندلسى (المتوفى سنة ٤٥٦/ ١٠٦٤) عرضا بارعا فى «طوق الحمامة»، لا يمكن تتبعها إلّا من طريق النظر فى المصادر المشرقية التى توافقها فى زمانها؛ وإن كان ابن حزم لم يطلع على العرض الفلسفى لمعاصره الأسنّ منه ابن سينا (المتوفى سنة ٤٢٨/ ١٠٣٧).

هذا وقد يكون لضياع الدواوين، التى ترجع إلى عصر ملوك الطوائف بالأندلس، وحتى عصر ابن دراج (المتوفى سنة ٤٢١/ ١٠٣٠) دخل كبير فى أن الباحثين المحدثين لم يتناولوا هذه الفترة من فترات الشعر الأندلسى إلا نادرا. ومع ذلك يبدو أن أكبر الأسباب هو أن مسألة تأثير الشعر العربىالأندلسى فى شكل شعر التروبادور وأسلوبه قد استأثرت إلى حد بعيد بانتباه الباحثين. و «دعوى التأثير» قد قيل بها نحو أواخر القرن الثامن عشر (١٠)، ولا تزال إلى اليوم موضع جدل شديد. وليس الجدل فيها مقصورا على المشتغلين بالدراسات العربية فحسب، وإنما يشارك فيها أيضا أصحاب الدراسات الرومانية الذين أضافوا إلى مادته- نظرا إلى ما بين الموشح والزجل العربيين، وكلاهما أشعار تتألف من أدوار، وأبيات تختمها تعرف بالخرجة، وبين شعر التروبادور من شبه شكلى- مسألة أيهما أصل للآخر. هذا ويعلم كل من له معرفة بالأدب العربى أن أفراد كل من الفريقين/ قد انتهوا إلى «آراء متفاوته حول تبعية أحدهما للآخر»، «جمعت كل المراتب التى تقع بين الإقرار التام والإنكار» (١١).

وحتى منتصف القرن الذى نحن فيه، حينما اكتشف م. س. شترن

M. s. stern,

باحث شعر الأدوار الأندلسى، أبياتا ختامية «مستعربة» بها ألفاظ إسبانية، فى طائفة من الموشحات (أى أشعار فصيحة ذات أدوار وخرجة) العبرية والعربية، صارت الغلبة فى الجدال للجانب الذى يقول بالنظرية العربية، وانطلق أصحابها أساسا أن نوعى


(١٠).
juanandres, dell, origine, orogressieestato attualedognilett eratura, ٧ vols. parme ١٧٨٢ - ١٧٩٩
وطبعة أخرى موسعة فى ثمانية مجلدات، روما ١٨٠٨ - ١٨١٧، ورأيه فى تأثير الشعر الأندلسى فى شعر التروبادور انتقده estebanarteaga انتقادا شديدا، فى:
dellainfluenzade gliarabisullorig inedellapoesiamo dernain europa, rom ١, ٩١
وراجع a.r.nyki ,hispano -arabicpoetry: المقدمة ص xiv ,xi.
(١١)
w. hoenerbachundh. ritter, neuematerialienz umzacalin: oriens ٣/ ١٩٥٠/ ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>