كتاب تاريخ التراث العربي لسزكين - الشعر

٦ - شعراء الأندلس - مقدمة - ج: 5 - ص: 26

للموشح كانت معروفة فى العراق فى القرن الثانى/ الثامن أو فى القرن الثالث/ التاسع، على أبعد تقدير (٢٦)، وإذا كنا لا ندرى حاليا إذا ما كان الموشح قد اتخذ فى الشرق صفة الشعر الشعبى فى زمن متقدم كهذا، فإن وجود شعر شعبى، عامىّ فى بعضه، ممثلا فى ذلك الشعر ذى الأدوار الذى يسمونه المواليّا، ثابت بالتأكيد للقرن الثالث/ التاسع/ إن لم يثبت للقرن الثانى/ الثامن (٢٧) أما الأغانى الشعبية الأخرى ذات الأدوار، أى «كان وكان» و «قوما ... »، فيبدو أنهما ظهرا بعد المواليّا (٢٨) إن مجئ الموشحات والمواليات ضمن أشعار وأناشيد أخرى، من المشرق إلى الأندلس الإسلامية، لهو أمر يفوق مجرد الاحتمال، وليس من قبيل المصادفة والاتفاق أن تطالعنا الموشحات الأولى بالأندلس عند تحول القرن الثالث/ التاسع إلى القرن الرابع/ العاشر، وإن نشوء الزجل الشعبى غير المعرب من الموشح، كما تخبرنا بعض المصادر العربية، (٢٩) ليظهر لنا طبيعيّا تماما، بالنظر إلى مسار تطوره فى المشرق، وغير ذلك من الأسباب.

إن أصحاب الدراسات الرومانية الذين اشتغلوا إلى الآن، ببحث العلاقة بين الشعر الأندلسى وشعر التروبادور، يبدو أنهم لم يقفوا على تطور الأشعار والأغانى الشعبية ذوات الأدوار فى المشرق.

ونحن مطالبون بعد بالاجابة عن مسألة، وهى هل يمكن عدّ ظهور الخرجات «المستعربة (٣٠)» فى الموشحات العربية والعبرية، دليلا كافيا على وجود شعر رومانى شفوى غير مدون، اتّخذ مثالا لشكل الموشح والزجل العربيين؟ أو هل يمكن اعتباره برهانا أيضا على وجود شعر شعبى عربى، وآخر رومانى جنبا إلى جنب؟ ويجب علينا عند

---

(٢٦) انظر فيها:
gorciagonez, unepre- muwassahaatribui daaabunuwasinand alus ٢١/ ١٩٥٦/ ٤٠٦ - ٤١٤, e. wagner, abunuwas. einestudiezurara bischenliteratur derfruhen, abbasidenzeit, wiesbaden ١٩٦٥, s. ٢٢٨. ff.
(٢٧) w.hoenerbach فى الموضع المذكور، ص ٢٦ - ٢٨.
(٢٨) انظر فى هذين النوعين المرجع السابق، ص ٤٦ وما بعدها، و ٥٣ وما بعدها.
(٢٩) المرجع السابق، ص ١٦
(٣٠) s.m.stern: andalus ١٣ /١٩٤٨ /٣٣٤ - ٣٤٠ وراجع k.heger فى الموضع المذكور ص ٥٢.