للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإجابة عن ذلك، أن ننطلق من أنّ الموشحات الأندلسية كانت لها بوادر فى المشرق، وأنه كانت هنالك أيضا أنواع شعرية أخرى جارية ذات أدوار، وأن الأندلس كانت مندمجة اندماجا ثقافيا وعلميا كاملا مع الدولة الإسلامية فى المشرق، وخاضعة خضوعا تاما لتأثيرها. هذا ويجب ألّا يغيب عن بالنا أنه ليست الأزجال والموشحات هى التى تظهر فى لهجة مستعربة، وإنما الأبيات الخاتمة فقط فى بعض الموشحات، إن اعتياد بعض الشعراء ممّن تكلّم باللغتين العربية والإسبانية (٣١)، أن ينظموا، لعلّة لا نعرفها، الأبيات الأخيرة بلغة مستعربة، وقد كانت حتى ذلك الحين تنظم بالعربية، ينبغى اعتباره خاصة محليّة فى تطور الشعر الشعبى الأندلسى. هذا وإن لم يبعد أنه قد استعيرت بعض الأبيات الأخيرة من أناشيد شعبية أخرى، متقدمة عليها فى الوجود، إلّا أن ذلك لا يعنى بالضرورة/ أن شعرا عاطفيا رومانيا سابقا على الموشح والزجل العربيين، هو ما «أضفى جودة أدبية» على اللغة العربية (٣٢) ولا يستبعد أيضا أن تكون الخرجات قد استعيرت من أشعار أو أناشيد شعبية مستعربة، نشأت بدورها مستندة إلى التقليد الأندلسى العربى.

ولعل أصحاب الدراسات الرومانية يخفّفون من حدة معارضتهم لنظرية تأثير الشعر العربى على شعر التروبادور الرومانى، إن هم أخذوا فى اعتبارهم قضية استقبال أو تلقّى العلوم العربية، ومحاولة هضمها واندماجها فى إسبانيا، وغيرها من مراكز الثقافة فى أوربا.


(٣١) انظر k.heger فى الموضع المذكور ص ٤٩ وما بعدها.
(٣٢) كما ذهب r.menendezpidal راجع، k.heger فى الموضع المذكور، ص ٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>