للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختلفة، وأن الأمر يتجاوز كتبا مثل قواعد الشعر ونقد الشعر (٢٦٤).

وعن طريق بحث عميق آخر للموضوع أعده هاينرشس، فى ضوء مواد جديدة، وأفكار جديدة، أصبحت معلوماتنا عن نظرية الأدب العربى أكثر ثراء (٢٦٥).

ولا نستطيع هنا أن نبحث المفاهيم المختلفة وقضاياها بحثا مفصلا، وهى المفاهيم التى بحثت فى الدراسات التى تمت فى نظرية الأدب، إن مصادرنا العربية فى هذا الموضوع هى مؤلفات اللغويين والأدباء، التى نتناولها فى المجلدات المختلفة من كتابنا هذا، ويبدو من المناسب أن نقدم هنا عرضا عاما على نشوء حركة التأليف فى هذا الاتجاه، وعن تطورها، فقد كانت الدراسات التى أعدّت حتى اليوم تعتمد/ فى المقام الأول على المؤلفات الأساسية، وكانت تترك الكتب التى سبقتها، والتى تمثل المرحلة السابقة فى التطور، وتهملها إهمالا شبه كامل.

إن المقارنة بين كتابين وصلا إلينا من النصف الثانى الهجرى/ التاسع الميلادى، وهما: كتاب «قواعد الشعر» لثعلب، وكتاب «البديع» لعبد الله بن المعتز، يعطينا انطباعا أنهما فى مستويين مختلفين، أو بتعبير آخر ينتهيان إلى مجموعتين مختلفتين من التقاليد.

ففى قواعد الشعر لثعلب نجد- على العكس من كتاب البديع لابن المعتز- القسم النظرى موجزا كل الإيجاز، ومفاهيم الشعر غير معرّفة، لقد كانت مهمته مقصورة على إيراد الأشعار بعد مفاهيم محدودة، وهذا المحتوى يعدّ من الأسباب التى تجعلنا نرجح الافتراض القائل بأن كتب اللغويين فى هذا الموضوع، التى ربما استمر تأليفها حتى القرن الرابع الهجرى/ العاشر الميلادى، يمكن أن توصف بأنها ذلك الضرب من الكتب الذى يمثل نظرية الشعر العربية المحلية، وهى نظرية لم تتأثر بكتاب الشعر لأرسطو، المعروف عند الفلاسفة العرب، وهناك ظواهر مماثلة نعرفها- على الأقل- من مجالات علم الحيوان وعلم النبات عند العرب، عند ما وصف الجهد الحقيقى للغويين العرب بأنه هو


(٢٦٤) المرجع السابق ١١، ١٢.
(٢٦٥) انظر بحثه عن نظرية الأدب وقضية فعاليتها
Literary Theory. The Problemofitseffi ciencyin: Arabic Foetrytheoryund Deveiopment, Ed. G. E. von Grunebaum, Wiesbaden ١٩٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>