الجهد العربى فى هذه المجالات (انظر: تاريخ التراث العربى III ,٣٤٧ وما بعدها IV: ٣٠٣، وما بعدها).
إن ثمة أحكاما عن القيمة الفنية لأبيات من الشعر أصدرها الشعراء فى وقت مبكر على أقرانهم الشعراء، أكثرها دون تعليل، أمّا فى الكتب التىتناولت حياة الشعراء، وفى الرسائل المشتملة على موضوعات، مثل:«من قال شعرا فى ... » وفى «كتب المعانى» فإن جمع أبيات الشعر المتشابهة موضوعيا قد أدى إلى بحث أعمق لجوانب الإجادة فيها، إننا نعرف الجهود الرائدة فى هذا النوع من التأليف، فهى ترجع إلى منتصف القرن الثانى الهجرى/ الثامن الميلادى، بل وربما إلى النصف الأول منه، وينبغى أن نشير هنا من أجل مستقبل البحوث فى تاريخ نظرية الأدب عند العرب إلى معين لا ينضب، وهو كتاب «الدر الفريد وبيت القصيد» لمحمد بن سيف الدين أيدمر، المتوفى فى نهاية القرن السابع الهجرى/ الثالث عشر الميلادى، وهو كتاب لم يستفد منه فى البحوث حتى اليوم، اعطى المؤلف فى المقدمة المفصلة لهذا الكتاب مفاتيح مهمة كل الأهمية للبحوث التاريخية المستقبلة فى نظرية الأدب العربى، كما قدم أيضا مجموعة ثرية كل الثراء من الشواهد لمجموعة كبيرة من المفاهيم الشعرية، مع التعليق عليها، والحكم على قيمتها الشعرية./ وليس هنا مكان بحث قضية تأثر نظرية الأدب عند العرب بفن الشعر والبلاغة عند اليونان والهيلينيين، وهى قضية كثيرا ما طرحت، فأثبتها البعض وأنكرها البعض الآخر، ومع أنى لا أستبعد إمكانية تأثير البلاغة الأرسطية، فأود هنا أن أشير فقط إلى أن كتابا فى البلاغة كان معروفا للعرب (فى ترجمة ما؟ ) قبل نهاية القرن الثانى الهجرى/ الثامن الميلادى، ونتناوله بالتفصيل فى القسم الخاص بالفلسفة من هذا الكتاب.
ونود هنا أن نذكر الكتب المعروفة لنا، والتى ألفها الأدباء واللغويون العرب بشكل مباشر، فى موضوعات نظرية الأدب:
١ - «كتاب فى الشعر»، لأبى المنهال عيينة بن عبد الرحمن المهلّبى (المتوفى قبل ٢٣٠ هـ/ ٨٤٥ م)، انظر: إرشاد الأريب، لياقوت ٦/ ٣.