للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[تعدد المبتدأ ونوعاه]]

قال ابن مالك: (وإن توالت مبتدآت أخبر عن آخرها مجعولا هو وخبره خبر متلوّه، والمتلوّ مع ما بعده خبر متلوه إلّا أن يخبر عن الأوّل بتاليه مع ما بعده، ويضاف غير الأول إلى ضمير متلوّه، أو يجاء بعد خبر الآخر بروابط المبتدآت أوّل لآخر وتال لمتلوّ).

ــ

كما ستعرفه في بابه إن شاء الله تعالى (١).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (٢): «توالي المبتدآت على ضربين:

أحدهما: بتجرد. والآخر: بإضافة.

فمع التجرد يخبر عن آخرها، ويجعل هو وخبره خبر متلوه، والمتلو مع ما بعده خبر متلوه إلى أن يخبر عن الأول بتاليه مع ما بعده، ويؤتى بعد خبر الآخر بروابط مجعولا أولها للأقرب وتاليه لمتلو الأقرب إلى أن يكون آخرها لأول المبتدآت نحو بنوك الزيدان هند عمرو الدراهم أعطيته بها عندهما في دارهم.

ومع الإضافة يخبر عن الآخر، ويجعل هو وخبره خبر متلوه، والمتلو مع ما بعده خبر متلوه؛ إلى أن يخبر عن الأول بتاليه مع ما بعده نحو: زيد عمه خاله أخوه أبوه قائم؛ فقائم خبر الأب، والأب وخبره خبر الأخ، والأخ وخبره خبر الخال، والخال وخبره خبر العم، والعم وخبره خبر زيد، والمعنى أبو أخي خال عم زيد قائم» انتهى (٣). -


(١) قال ناظر الجيش في باب التنازع، في الكتاب الذي بين يديك (شرح التسهيل لناظر الجيش) نقلا عن ابن مالك: «ونبهت بقولي: غير سببي مرفوع على أن نحو زيد منطلق مسرع أخوه لا يجوز فيه تنازع؛ لأنك لو قصدت فيه التنازع لأسندت أحد العاملين إلى السببي وهو الأخ وأسندت الآخر إلى ضميره، فيلزم عدم ارتباطه بالمبتدأ؛ لأنه لم يرفع ضميره ولا ما التبس بضميره، ولا سبيل إلى إجازة ذلك؛ فإن سمع مثله حمل على أن المتأخر مبتدأ مخبر عنه بالعاملين المتقدمين عليه، وفي كل واحد منهما ضمير مرفوع وهما وما بعدهما خبر عن الأول، ومنه قول كثير (من الطويل):
قضى كلّ ذي دين فوفّى غريمه ... وعزّة ممطول معنّى غريمها
أراد: وعزة غريمها ممطول معنّى.
وفي تقييد السببي بمرفوع تنبيه على أن السببي غير المرفوع لا يمنع من التنازع. كقولك: زيد أكرم وأفضل أخاه».
(٢) شرح التسهيل (١/ ٣٢٧).
(٣) المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>