للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[أحكام إذا حين تجيء ظرفا وغير ظرف]]

قال ابن مالك: (ومنها «إذا» للوقت المستقبل مضمّنة معنى الشّرط غالبا، لكنها لما تيقّن كونه أو رجّح بخلاف «إن»

فلذا لم تجزم غالبا إلّا في شعر وربّما وقعت موقع «إذ» و «إذ» موقعها، وتضاف أبدا إلى جملة مصدّرة بفعل ظاهر أو مقّدر قبل اسم يليه فعل، وقد تغني ابتدائية اسم بعدها عن تقدير فعل وفاقا للأخفش، وقد تفارقها الظّرفيّة مفعولا بها أو مجرورة بحتّى، أو مبتدأة، وتدل على المفاجأة حرفا لا ظرف زمان خلافا للزّجاج، ولا ظرف مكان خلافا للمبرد، ولا يليها في المفاجأة إلّا جملة اسميّة، وقد تقع بعد بينا وبينما) (١).

- ذكر المصنف، وأما بينما فلا يليها إلا جملة، وأفاد قول المصنف: (وقد تضاف بينا إلى مصدر) أنها لا تضاف إلى اسم عين، قالوا: والسبب في أن بينا لا يليها إلا الجملة أو المفرد بشرط أن يكون مصدرا - أنها تستدعي جوابا، فلم يقع بعدها إلا ما يعطي معنى الفعل، وذلك الجملة أو المصدر من المفردات (٢).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (٣): يدل على اسمية «إذا» أن فيها ما في «إذ» من الدلالة على الزمان دون تعرض لحدث، ومن الإخبار بها مع دخولها على الأفعال نحو قولك: راحة المؤمن إذا دخل الجنة، ومن وقوعها بدلا من اسم صريح نحو: أكرمك غدا إذا جئتني، ومن وقوعها مفعولا بها (٤) كقول النبي صلّى الله عليه وسلّم لعائشة رضي الله عنها: «إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبى» (٥).

وانفردت بدخول حتى الجارة عليها كقوله تعالى: حَتَّى إِذا جاؤُها * (٦)، كما انفردت «إذ» بلحاق التنوين والإضافة إليها، وإلى الحديث والآية الشريفة أشرت بقولي: وقد تفارقها الظرفية مفعولا بها أو مجرورة بحتى. -


(١) التسهيل (ص ٩٣، ٩٤).
(٢) ينظر: شرح الجمل لابن عصفور (٢/ ٣٢٤)، والتذييل (٣/ ٣٢٠)، والهمع (١/ ٢١١).
(٣) شرح التسهيل (٢/ ٢١٠).
(٤) ينظر: شرح الدماميني على المغني (١/ ١٨٦)، والهمع (١/ ٢٠٦)، والمطالع السعيدة (ص ٣٢٤).
(٥) حديث شريف أخرجه البخاري في كتاب النكاح (٧/ ٣٦)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة (ص ١٨٩٠)، وابن حنبل (٦/ ٦١، ٢١٣).
(٦) سورة الزمر: ٧١، ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>