للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[إهمال ليس في لغة تميم]]

قال ابن مالك: (ورفع ما بعد إلّا في نحو: «ليس الطّيب إلّا المسك» لغة تميم ولا ضمير في ليس خلافا لأبي عليّ).

قال ناظر الجيش: قال المصنف (١): «روى أبو عمرو بن العلاء في نحو «ليس الطّيب إلّا المسك» «وليس البرّ إلّا العمل الصّالح» النصب عن الحجازيين والرفع عن بني تميم. وأما النصب فعلى ما تستحقه ليس من رفع الاسم

ونصب الخبر.

وأما الرفع فعلى إهمال ليس وجعلها حرفا، وقد أشار سيبويه إلى جواز ذلك (٢) وأجاز في قول من قال: «ليس خلق الله أشعر منه» كون ليس فعلا متحملا ضمير الشأن اسما وكونها حرفا مهملا (٣).

واضطرب قول أبي عليّ في ليس فرجح في بعض تصانيفه حرفيتها مع ظهور عملها والتزم في موضع آخر فعليتها وإلغاء عملها في نحو: ليس الطيب إلّا المسك وذهب إلى أنها متحملة ضمير الشأن اسما وما بعد ذلك خبرها (٤).

وما ذهب إليه غير صحيح؛ لأن الجملة المخبر بها عن ضمير الشأن في حكم المفرد هو المخبر عنه في المعنى ولذلك استغنى عن عود ضمير منها إلى صاحب الخبر فإذا قصد إيجابها بإلا لزم تقدمها على جزئيها وامتنع توسطها كما يمتنع توسطها من جزئي خبر مفرد قصد إيجابه فلو كان اسم ليس في «ليس الطّيب إلا المسك» ضمير الشأن؛ لزم أن يقال ليس إلا الطيب المسك، كما يلزم أن يقال في كلامي -


(١) انظر شرح التسهيل (١/ ٣٧٩).
(٢) قال سيبويه (١/ ١٤٧) عند تخريج قول الشاعر:
هي الشّفاء لدائي لو ظفرت به ... وليس عنها شفاء الدّاء مبذول
قال: هذا كله سمع عن العرب والوجه والحدّ أن تحمله على أنّ في ليس إضمارا وهذا مبتدأ كقوله:
إنّه أمة الله ذاهبة إلا أنهم زعموا أن بعضهم قال: ليس الطّيب إلا المسك وما كان الطيب إلا المسك.
(٣) كتاب سيبويه (١/ ١٣٧).
(٤) انظر شرح الكافية للرضي (٢/ ٢٧١)، قال الرضي:
«ورفع ما بعد إلا في نحو: ليس الطّيب إلا المسك لغة تميم وذلك لحملهم ليس على ما، وقال أبو علي في ليس ضمير الشأن والجملة بعدها خبرها ولا يطّرد ذلك العذر لوروده في كلامهم نحو الطّيب ليس إلا المسك بالرفع وجوز أيضا أن يكون إلا المسك إما بدلا من الطيب أو صفة له والخبر محذوف أي ليس إلا المسك في الدنيا، ويشكل ذلك بلزوم حذف خبرها بلا ساد مسدّه إذا ولم يثبت».

<<  <  ج: ص:  >  >>