للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

زيد قائم عند قصد حصر الخبر ليس كلامي إلا زيد قائم ولو وسطت إلا، فقيل:

«ليس كلامي زيد إلا قائم» لم يجز فكذا لا يجوز ليس الطيب إلا المسك على تقدير ليس الشأن الطيب إلا المسك بل الواجب إذا قصد الحصر في خبر ضمير الشأن أن يجاء بإلا مقدمة على جزئي [٢/ ٦٧] الجملة كما قال الشاعر:

٨٢٦ - ألا ليس إلّا ما قضى الله كائن ... وما يستطيع المرء نفعا ولا ضرّا (١)

ويمكن في ليس الطيب إلا المسك إبقاء العمل على وجه لا محذور فيه وهو أن يجعل الطيب اسم ليس والمسك بدل منه، والخبر محذوف، والتقدير: «ليس الطيب في الوجود إلا المسك». ويكون الاستغناء هنا بالبدل عن الخبر كالاستغناء به في نحو:

٨٢٧ - لا سيف إلّا ذو الفقا ... ر ولا فتى إلّا علي (٢)

انتهى (٣).

«وذكر ابن السيد أن هذه المسألة جرت بين أبي عمر عيسى بن عمر الثقفي وأبي عمرو بن العلاء وكان عيسى ينكر الرفع، وأبو عمرو يجيزه، فاجتمعا فقال له عيسى في ذلك، فقال له أبو عمرو: نمت يا أبا عمرو وأدلج الناس. ليس في الأرض حجازي إلا وهو ينصب ولا تميمي إلا وهو يرفع، ثم وجه أبو عمرو خلف الأحمر وأبا محمد اليزيدي إلى بعض الحجازيين وجهدا أن يلقناه الرفع فلم يفعل وإلى بعض -


(١) البيت من بحر الطويل وهو في الموعظة لشاعر مجهول.
ومعناه: أن كل ما قدر الله واقع لا محالة والمرء لا يستطيع دفع خير أو طلب نفع.
والشاهد في قوله: ألا ليس إلّا ما قضى الله كائن حيث دخلت إلا على الجملة الواقعة خبرا لضمير الشأن واسم ليس مقدم على جزأيها.
والبيت في شرح التسهيل (١/ ٣٨٠) وفي التذييل والتكميل (٤/ ٣٠١) وفي معجم الشواهد (ص ١٣٨).
(٢) البيت من مجزوء الكامل نص عليه صاحب معجم الشواهد (ص ٤١٩) إلا أن شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٨٠) وشرحه لأبي حيان (٤/ ٣٠٢) أثبتوه مقلوبا هكذا. لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار وكذلك أثبته شارحنا ولكني جعلته بيتا ليكون موضع انتباه على الشاهد فيه وهو الاستغناء بالبدل عن الخبر وأصله لا سيف في الأرض إلّا ذو الفقار ولا فتى فيها إلّا عليّ، وانظر اللسان (فقر).
(٣) انظر شرح التسهيل (١/ ٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>