للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[أحكام العلم ذي الأداة]]

قال ابن مالك: (ومثله ما قارنت الأداة نقله أو ارتجاله، وفي المنقول من مجرّد صالح لها ملموح به الأصل وجهان).

ــ

ونقل الشيخ عن أبي العباس أنها معارف بالأداة؛ فإذا زالت فيها زال التعريف، قال: «وهو باطل بما حكى سيبويه من نصب الحال عنها دون ألف ولام» (١).

ومن الأعلام الغالبة: النجم للثريا، والصعق لخويلد بن نفيل، والعقبة والبيت والمدينة (٢).

قال ناظر الجيش: أي ومثل ذي الغلبة. قال المصنف: «ويشارك ذا الغلبة المصاحب للأداة فيما نسب إليه ما قارنت الأداة نقله كالنضر والنعمان، أو ارتجاله كالسموأل واليسع؛ فلا يجرد هذان النوعان إلا لنداء أو غيره من العوارض التي يجرد لها الأعشى ونحوه من الأعلام الغالبة. بل هذان النوعان أحق بعدم التجرد؛ لأن الأداة فيهما مقصودة في التسوية قصد همزة أحمد وياء يشكر وتاء تغلب؛ بخلاف الأداة في الأعشى فإنها مزيدة للتعريف ثم عرض بعد زيادتها شهرة وغلبة أغنتا عنها؛ إلا أن الغلبة مسبوقة بوجودها وحاصله بمصاحبتها، فلم تنزع ما دام التعريف مقصودا، كما لا تنزع المقارنة للنقل أو الارتجال». انتهى كلامه (٣).

وفي قوله: ومثله ما قارنت إلى آخره - استدراك لطيف، وهو أنه من جملة أحوال ذي الغلبة المصاحب للأداة أنه قد تنزع منه الأداة دون سبب وهو قليل كما تقدم (٤) -


(١) انظر التذييل والتكميل (٢/ ٣٢١).
قال المبرد (المقتضب: ٢/ ٢٧٦): «وتقول فيما كان علما في الأيام كذلك في تصغير سبت: سبيت، وفي تصغير أحد: أحيد. وعلق عليه الشيخ عضيمة فقال: «كلام المبرد هنا صريح في أنّ أسماء أيام الأسبوع أعلام بدليل قوله ... وحكى هذا النقل ثم قال:
«ونسب إليه السّيوطي في الهمع أنّه خالف سيبويه في علميتها» (١/ ٧٤)، وكذلك الرضيّ في شرح الكافية (٢/ ١٢٧): «والمبرد إنما خالف سيبويه في أنّه أجاز تصغيرها ولم يخالفه في علميتها».
قال المبرد في الجزء الثالث (ص ٣٣٦): «وأما قولهم الثّلاثاء والأربعاء يريدون الثالث والرابع فليس بمعدول؛ لأن المعنى واحد وليس فيه تكثير، ولكنه مشتقّ بمعنى اليوم كالعديل والعدل .. والمعنى في المعادلة سواء، ألا ترى أن الخميس مصروف؟ فهذان دليلان، وكذلك لزوم الألف واللام لهذه الأيام كما يلزم النجم والدّبران لأنّهما معرفة».
(٢) على هامش الأصل كتب: انتهيت قراءة.
(٣) شرح التسهيل (١/ ١٧٦).
(٤) من أمثلته ما حكاه سيبويه عن بعض العرب: هذا يوم اثنين مباركا فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>