للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[«لن» الناصبة للمضارع وأحكامها]]

قال ابن مالك: (وينصب المضارع أيضا بـ «لن» مستقبلا، بحدّ وغير حدّ، خلافا لمن خصّها بالتأبيد، ولا يكون الفعل معها دعاء خلافا لبعضهم، وتقديم معمول معمولها عليها دليل على عدم تركيبها من «لا أن» خلافا للخليل).

قال ناظر الجيش: لما انتهى الكلام على «أن» شرع في الكلام على «لن» وهي حرف نفي ويتخلص الفعل معها للاستقبال، ومن ثمّ قيل: إنها لنفي «سيفعل» (١).

وذكر السهيلي (٢) عن بعض المتأخرين أنه خالف في ذلك، ولا شك أن مثل ذلك لا يعبأ به؛ لأن فيه خرقا للإجماع، وقيل: إن الجزم بها لغة (٣)، وأنشد ابن الطراوة على ذلك:

٣٧٨٥ - لن يخب الآن من رجائك من ... حرّك من دون بابك الحلقه (٤)

وأنشد غيره:

٣٧٨٦ - فلن يحل للعينين بعدك منظر (٥)

وإنما عملت النصب في الفعل لأنها مثل «أن» في الاختصاص بالفعل المستقبل، وفي كونها على حرفين: أولهما مفتوح، وثانيهما نون ساكنة. -


(١) قال في الكتاب (٢/ ٧): «... كما كان «لن يفعل» نفيا لـ «سيفعل» وانظر أوضح المسالك (٣/ ١٦٢).
(٢) انظر التذييل (٦/ ٥٢٥) وفي نتائج الفكر للسهيلي (ص ١٣٠): «ومن خواصها أي - لن - أنها تخلص الفعل للاستقبال بعد أن كانت صيغته للحال فأغنت عن السين وسوف».
(٣) انظر: نتائج الفكر للسهيلي (ص ١٣٠) وشرح الألفية للأبناسي (٢/ ٢٦٢).
(٤) هذا البيت من المنسرح، وقائله أعرابي، والحلقة: بتسكين اللام سواء حلقة الحديد وحلقة القوم، وجوز بعضهم الفتح كما في البيت، والشاهد في قوله: «لن يخب» حيث زعم بعضهم أن «لن» قد تجزم وأن ذلك لغة لقوم. والبيت في المغني (ص ٢٨٥، ٦٩٨) والهمع (٢/ ٤).
(٥) هذا عجز بيت من الطويل وصدره:
أيادي سبا ما كنت يا عز بعدكم
ويحل بفتح اللام من حليت المرأة في عيني - بالكسر - تحلى - بالفتح - وأما حلا الشيء فمضارعه يحلو، والكاف في قوله: بعدك: مكسورة لأنه خطاب لأنثى.
والشاهد في قوله: «فلن يحل» حيث زعم قوم الجزم بها وهو محتمل للاجتزاء بالفتحة عن الألف للضرورة والبيت في المغني (٢٨٥) والمنقوص والممدود للفراء (ص ٣٦) والمستقصى (٢/ ٩٠) والرواية فيهما «فلم يحل» والأشموني (٣/ ٢٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>